كم تحتاج الكثير من الأسر للتوعية بأهمية القراءة للطفل، هذه المرحلة العمرية التي تحتاج الكثير من الأساس القوي الذي يبنى عليه بقية مراحل العمر، فأهمية القراءة وبناء اللغة وسلاسة الحروف المنطوقة تبني إنساناً قوياً واثقاً من نفسه في مواجهة الكثير من التحديات، فاللغة هي الانطلاقة نحو اكتشاف المهارات والإمكانيات وتنميتها، وبناء شخصية فاعلة في المجتمع، شخصية قيادية طموحة تختار الصحيح من بين الكثير من الخيارات والمتاهات، دولتنا الحبيبة لديها الكثير من الصروح العالمية في هذا المجال لترتقي ببناء الإنسان ولكن دور الأسرة مهم للنجاح في بناء أبجديات «اقرأ»، لابد من وجود دور كبير بين ولي الأمر والمدرسة، ودوره بعد انتهاء العام الدراسي يتمثل في بناء أسرة قارئة متعلمة مثقفة تواكب الأحداث الجارية فـ«كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».

ويكتسب الأبناء القيم الإنسانية والأخلاقية، بالمشاركة في الفعاليات القرائية المجتمعية، وكتاب الطفل له أهمية بالغة في تاريخ المجتمعات، ولذاك أسس يوم للاحتفاء به، وتذكرة وتوعية شرائح المجتمع بهذا اليوم، فحقوق الطفل عدت ليكون عضواً نافعاً لمجتمعه، فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر، والطفل هو ما تشكله بيئته وأسرته وما تربى عليه، وهنا دعوة لكل أسرة أن تنمي القراءة للأطفال وتلبسهم حلة من حروف الهجاء، التي يتخطى بها الطفل كل عقبة في حياته ليقف على رجليه بكل قوة وصلابة، ويركض نحو المجد وينهل من ينابيع اللغة، يروي عطش فكره وينمي عقلاً في المستقبل يرفع من تنمية وطنه، ويسير في النور يبدد كل ظلمة ليقف سيد الموقف، لقد كُرمنا بالعقل لنفكر كيف نعمر الأرض ونرفع من هيبة وطن أعطانا الكثير وعلمنا الإنسانية وأسسنا على القيم والأخلاق، فلابد أن نساهم في بناء هويتنا وثقافتنا وننهل من العلم اللامحدود، فعصرنا الرقمي القائم على الابتكار والبرمجة والذكاء الاصطناعي يحتاج إلى أساس قوي، فكن أنت المؤسس لتترك بصمة لنفسك ولأبنائك.