يقول المولى تبارك وتعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد:11).

يعّد شهر رمضان انطلاقة وفرصة عظيمة للتغيير، والناجح الفطّن هو الذي يستغل ويغتنم هذه الفرصة ليجعل منها نقطة تغيير نحو الأفضل، فهذا الشهر مدرسة ربانية وهو شهر الخيرات والبركات والأجر والثواب والهبات، تُفتح فيه أبواب الجنان وتُغلق فيه أبواب النار، ويختار الله جلّ في علاه فيه عباداً يُعتقهم من عذاب النار، اللهم اجعلنا منهم.

لابد أن نعي أولاً ما هي عوامل وشروط التغيير؟ بعدها، كيف نتغير وما هي الأمور التي يمكن أن نغيرها في ذواتنا؟

من شروط التغيير هي الرغبة والإرادة الصادقة في التغيير ومعرفة جوانب الحياة التي هي في حاجة للتغيير، والتي يترتب علينا اتباع خطة مكتوبة بصيغة الإثبات (مثال: أريد أن أذهب إلى العمرة في رمضان) ويجب تجنب كتابتها بصيغة النفي (مثال: لا أريد أن أفعل أمراً معيناً)، وحفظ عقلك ما تريد أن تحققه من خلال قراءة تلك الأهداف باستمرار في الصباح أو في نهاية اليوم لتتمكن من إنجاز هدف واحد على الأقل.

واستعن دائماً بالدعاء خصوصاً في شهر رمضان، قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر»، ولتضمن الالتزام في تطبيق تلك الأهداف بعزيمة وإصرار للحصول على أفضل النتائج احرص قولاً وفعلاً على الاستمرار والثبات في تحقيق الغاية المرجوة من هذا التغيير.

وتأكد أنه من خلال التصالح مع النفس بترك كل ما يؤذيها من مفاسد ومحرمات تلين القلوب، وبذكر الله وقراءة القرآن تصفو النفس ويستكين القلب ويتعلق بخالقه.

إذاً أسرع الخطى وابدأ اليوم فرمضان أيام قليلة ويمضي، لذا اقتنص الفرص في هذا الشهر الفضيل قبل فوات الأوان لتحقق التغيير والسعادة في الدارين «الدنيا والآخرة».