لا نزال نعيش نفحات شهر الخير، بعطائه الواسع ورحماته التي تعم الأجواء، وتملأ النفوس بالإيثار وحب العطاء، والرغبة بالتقرب إلى الله تعالى بسائر القربات، لا سيما مدّ اليد بالصدقات والتبرعات التي تزكي النفوس وتطهّر القلوب.
وما يثلج الصدور في هذه الأيام المباركة ما نراه من إقبال واسع على البذل والعطاء، واغتنام هذا الشهر في توسيع دائرة البر والصدقات لتشمل جميع المحتاجين، ما يترجم حقيقة التفاعل الإيجابي مع أجواء الخير التي ننعم بها في هذا الوطن المعطاء.
وكعادته في كل عام، يوجّهنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لاستثمار هذا الشهر الكريم بأعمال الخير، التي تصل إلى الناس كافة، وكنا هذا العام مع حملة «وقف المليار وجبة»، وتدشين صندوق وقفي مستدام، لحشد أكبر جهد محلي وإقليمي ودولي للمساهمة في تفعيل برامج مستدامة لمكافحة الجوع والقضاء عليه، في إطار مؤسسي مستدام، وكما أكد ذلك سموه بقوله: «هدفنا توفير مئات الملايين من الوجبات بشكل مستدام، لعشرات السنين القادمة، عبر هذا الوقف.. صدقة جارية لشعب الإمارات، وخير غير منقطع بإذن الله».
وما إن انطلقت الحملة حتى بدأ المحسنون يتسابقون إلى فعل الخير، وبدأت الجمعيات الخيرية تدلي بدلوها في ميدان التنافس في العطاء والخير ومساعدة المحتاجين، وتنوعت أبواب العطاء، من مساعدة الفقراء، إلى تقديم الدعم للأيتام وأصحاب الحاجات، وإغاثة المنكوبين بالزلزال في سوريا وتركيا، وتقديم مساعدات الخير، التي وصلت إلى شتى بقاع الأرض، لتؤكد جميع هذه المبادرات الحكومية والشعبية أن أبناء الإمارات سباقون دوماً للعطاء، وهو منهج تربوا عليه، وأصبح علامة مميزة لهم، نحمد الله عليها.
في هذا الشهر الفضيل يتسابق المؤمنون في ميادين الخير، لاستثمار هذه الأيام المباركة، ونسأل الله أن يكون شهر خير وبركة للجميع.