لاحظت الطفلة الصغيرة ذات الـ 5 أعوام أن جميع أفراد أسرتها صائمون، فبدأت بإصدار كلمات مغلفة بالبراءة قائلة: «أمي، سأصوم حتى الساعة العاشرة، وسأفطر وأصوم معكم بعد ذلك مرة أخرى في الساعة الواحدة». تضمها الأم إلى حضنها بحب قائلة: يمكنك ذلك حبيبتي، لكن حين تصبحين أكبر سناً، سيصبح صياماً كاملاً، لأن الصيام عبادة فرضها الله علينا جميعاً».

كيف يمكن للمربي أن يقوم بتنمية الوازع الديني لدى الأبناء، حتى لا تعصف بهم رياح التغيير، وتغريهم الملهيات؟

تربية الطفل على أن الله تعالى يراقبه، تبدأ منذ الصغر، فينمو وفي نفسه ذلك كلما كبر وتقدم في العمر، وعلى الرغم من أن الطفل في مرحلة الطفولة غير محاسب، لأنه دون التكليف، إلا أن غرس الوازع الديني وتيقنه بأنه محاسب على أية معصية أو تقصير، أمر يبدأ في عمر مبكر، حتى يشب الطفل عليه. يقول الشاعر: «وينشأ ناشئ الفتيان فينا.. على ما كان عوّده أبوه».

يجب أن نتحدث مع الطفل دائماً بحسب مرحلته العمرية، وتيسير معنى أن الله تعالى يطلع على كل ما نفعل، صغيراً كان أم كبيراً. كما يجب توفير البيئة والرفقة الصالحة، التي تعينه على الخير، فذلك يساعده على التمسك بتعاليم الدين الحنيف، ومن الضروري أن يتم تذكيره بنعم الله عليه، لتغرس محبة الله في نفسه.

الهدف من تنمية الوازع الديني لدى الأطفال، هو تقوية الرقابة الذاتية، فالأبناء لن يعيشوا مع ذويهم طوال حياتهم، لأنهم سيكبرون ويتزوجون ويكوّنون أسرة، فإذا أحسن والداهم تربيتهم بغرس القيم الدينية، ونجحوا في جعلهم يشعرون بمراقبة الله تعالى في كل مكان، أحس والداهم بالراحة والاطمئنان على مستقبلهم، ومستقبل أحفادهم من بعدهم.

شهر رمضان يعد فرصة ذهبية لغرس الوازع الديني في الأطفال وتعليمهم الكثير من العبادات، والدعاء لهم بالصلاح والاستقامة في حياتهم، لذا اغتنموا الفرصة فشهر رمضان قارب على الرحيل.