أيام معدودات بقيت لرحيل الشهر الفضيل عنا، نودعه ونحن نرفع أكف الدعاء لرب العزة بأن يتسلمه منا متقبلاً، وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، وأن نكون جميعاً من الفائزين وقد كفرت عنا سيئاتنا، وفزنا بعفو الله عز وتبارك، وغفرانه في شهر الرحمة والعتق من النار. يقترب الشهر الفضيل من نهايته ولا يزال سيل العطاء والخير يتدفق فينا، وهو ما تعكسه عديد المشاهد الجميلة التي تتكرر يومياً في شوارعنا ومناطقنا السكنية، لتعكس ما نمتلكه من قيم ورحمة وتكافل وأصالة مجتمعية.
وكم هو جميل مشهد موائد الرحمن وهي تمتد في كل أرجاء الدولة، ففيه دليل على ما نمتلكه من حب للخير والعطاء ورعاية للفئات الأقل حظاً والأكثر حاجة ممن يجدون في خيم موائد الرحمن أجواء اجتماعية تذكرهم ببلدانهم وعائلاتهم التي يفتقدونها في غربتهم.
ولا يزال يتجدد مشهد توزيع الماء وحبات التمر على رواد الطرقات من المارة والسائقين الذين لم يسعفهم الوقت للوصول إلى بيوتهم قبل آذان المغرب، حيث لا تخلو الإشارات الضوئية والتقاطعات الرئيسية في العديد من مدن الدولة من متطوعين آثروا تأجيل إفطارهم إلى ما بعد إتمام الواجب الذي أخذوا على عاتقهم القيام به طيلة الشهر الفضيل، ليجسدوا بذلك إحدى صور التلاحم المجتمعي.
ما حققته حملة «وقف المليار وجبة» من أرقام ومساهمات تجاوزت الـ 750 مليوناً، يمثل مشهداً جميلاً مثقلاً بالخير والمحبة، ويعكس أصالة مجتمعنا الذي يرسل محبته وسلامه إلى العالم مع كل وجبة، وتحضر الإنسانية بكل أشكالها عبر أجهزة «خبز السبيل» الذكية التي تمنح المحتاجين والأسر المتعففة، مجاناً وعلى مدار الوقت خبزاً طازجاً، وها هي رقعة الأجهزة آخذة بالاتساع، ليبدو ذلك دليلاً على محبة مجتمعنا للخير والعطاء.
مسار:
تتضمن منظومتنا المجتمعية قيماً أصيلة وعطاءً دائماً