درب الصعب ليس سهلاً ولا يجيد الجميع ترويض تحدياته، هو مرهون بإنجازات الكبار ممن تقودهم التطلعات والمطامح نحو أبعد القمم. وإن كنت تريد «الهين» فالنماذج المستنسخة من حولك كثر، فاختر منها ما شئت وطبق. وكما قال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، في وسم تعلمت من مدرسة محمد بن راشد، رعاه الله، إن الملهمين يبنون العالم بأفكارهم، ويحركونه بأفعالهم.
وأما ميادين الفضاء فهي مشرعة أبوابها للعازمين، مجال محفوف بالتحديات والمخاطر، وخوض غماره ليس بقصد الحديث والشهرة ولا لغايات كسب التصفيق، إنما علم قائم على أسس ورؤية استباقية تدرك أن أكبر مخاطرة هي أن لا تخاطر، وجهود واصلت ليلها بالنهار، عينها دائماً على الأفضل، ومغزاها صنع وتمكين قدرات بشرية متفوقة تتصدر المشهد سعياً لإيجاد روافد جديدة تدعم التقدم الإنساني في مختلف الصعد بالاستفادة من لغة الإمارات الأكثر مسايرة والأفضل من حيث التنوع. يقين راسخ أن الريادة هنا مسار، وليست خياراً، والجميع شريك في تحقيق مستهدفاتها وصولاً إلى الوجهة المطلوبة.
نعم، نحن على الأرض، لكن الطموح والعين على السماء، لم نعرف الاستكانة يوماً للراهن، وعشق الأول في هذه الدار بصمة لا يغيرها زمان ولا يبدلها مكان، والتوقيع بلا شك إماراتي. لم تنجح مهمة، تتبعها مهمات، ودرب القمر بات أقرب لنا من ذي قبل مع سقف الطموح العالي، وجهد فريق هو الأقدر على إدارة مشاريع فضائية متقدمة، بقطاع فضائي بدأ من الصفر، وخلال 10 سنوات سجل حضوره عالمياً، وأكبر الدلائل بدء العمل على المستكشف راشد 2، الذي تنطلق معه محاولة جديدة للوصول للقمر. دولة تأسست على الطموح، ولم توقفها تحديات الأرض، ولن يرضيها سوى كبار الأهداف، القادم أجمل وأعظم وأكثر جرأة بإذن الله، بهذا يسارع الوطن نحو القمم البعيدة بكل إصرار وثبات.