توجه القراءة التفكير إلى مسار بعيد كل البعد عن الضغوطات النفسية، وتمكن القارئ من التوغل في تجارب الآخرين الإيجابية أو الخاصة بشخصيات ناجحة، وبالتالي تجعله يعيش تفاصيل تلك التجارب بحذافيرها، فتزداد لديه نسبة السعادة والرضا.

يدخل القارئ في عالم الكاتب، وينهل من تجاربه، من خلال التوغل في الحقائق والرسائل الموجهة لما بين السطور، فيكتسب معرفة كبيرة، تصحح له المسار، وتغير المفاهيم، التي قد تزيد من رصيده المعرفي في مجالات عدة، ربما كانت في الماضي ناقصة، القراءة جزماً بإمكانها أن تخرج الشخص من الفقاعات السلبية المغلقة، وتمكنه من عيش حياة إيجابية.

وبلا شك أصبحت القراءة علاجاً فعالاً للروح، لذلك في ضغوطات الحياة لا بد من اتخاذ قرار واعٍ بجعل القراءة جزءاً من الحياة، فهي علاج فعال، ولو زادت جرعته، فالكتاب منارة علم، وهو محادثة بين القارئ والمؤلف، ولا يهم أن تقرأ قليلاً أو كثيراً، المهم أن تقرأ.

عادة الشخص المهزوز، وسلبي الأفكار يرى في قلة معرفته هزيمة، فيؤدي ذلك إلى الاستسلام، ولكن يتغير موقفه حين يبدأ بالقراءة، فيزداد رصيده المعرفي، ويصبح أكثر وعياً وقدرة على المقاومة. القراءة، وفقاً للأطباء، تسهم في فلترة العقل من الأفكار السلبية، وتستبدلها بأخرى تكون أكثر إيجابية، التي تحسن من حالته واستقراره النفسي.

وبكل فخر في الدول العربية والإسلامية يوصي الأطباء بالقرآن الكريم في التداوي، إذ يصف بعض الأطباء تلاوة القرآن لتهدئة الجهاز العصبي، والتي كان لها نتائج إيجابية مذهلة على بعض المرضى، رغم أن بعضهم لا يجيدون اللغة العربية.

وفي الإطار ذاته أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أن العلماء ينصحون بتناول شيء قليل من كتب أحد الأدباء الروس المتميزين في علم الاجتماع لكي يحظوا بمهارات اجتماعية أفضل.

يقول الروائي الإنجليزي وليام سومرست: «أن تكون القراءة جزءاً من حياتك هو ملاذ ومأمن من بؤس هذه الحياة»، إذاً القراءة هي الملاذ للنفوس، ووصفة سحرية للتشافي من الأمراض.