بعد فحوصات مستمرة أخذت ما يقارب 3 أشهر، أخبر الطبيب الأخصائية النفسية أن أمها مصابة بالاكتئاب الحاد، ولديها بعض الأورام، كان هذا الخبر صادماً، ولقد عبست الأخصائية فور معرفتها بذلك، ولكنها كانت متيقنة تماماً أن مسببات هذه الأعراض الأساسية هي حالة والدتها النفسية.
لذا قررت بلا تردد أن تخرج والدتها من قوقعة الألم النفسي والحزن، الذي كان مسببه الأساسي هو وفاة أخيها الأصغر، ولذلك اقترحت على والدتها السفر معها للخارج للسياحة والترفيه، ولقد حاولت قدر الإمكان ضبط النفس، وتعزيز الجانب النفسي لدى والدتها بكلماتها الإيجابية الحانية، إنها تحبها كثيراً وستكون هي- بإذن الله- في أفضل حال، وهذا ما يحتاج إليه المريض.
كانت الأخصائية النفسية مدركة تماماً أن الألم النفسي هو المسبب الرئيسي لتدهور صحة والدتها، لذا حرصت على معالجة الجانب النفسي، من خلال استخدام الوسائل الحديثة، التي ترفع المناعة، وتشفي من الأمراض، من خلال استخدام العلاج بالضحك، الذي يرفع هرمون السيروتونين Serotonin، وهو هرمون السعادة، الذي له أثر إيجابي في تنظيم المزاج وتحسينه، وتجعل الشخص أكثر تركيزاً وأكثر استقراراً عاطفياً، كما أنه يزيد من التفاعل الاجتماعي، إلى جانب التقنيات الطبية الأخرى المستخدمة في علاج المرضى.
في الواقع، الضحك بإمكانه أن يمنع تفاقم المشاكل الصحية أو يساعد على تجنبها، ويخفف من التوتر الجسدي والإجهاد المستمر، بالإضافة إلى ذلك، الضحك يحمي القلب، ويحسن تدفق الدم في الأوعية الدموية، ما يحمي من النوبات القلبية، ومشاكل الأوعية الدموية الأخرى.
في ختام القصة، بعد انتهاء الأخصائية من رحلة والدتها العلاجية الطويلة، أخبرتنا بكل سعادة أن والدتها أجرت الفحوصات اللازمة مرة أخرى، بعد تلك الرحلة، وتبين أنه لا يوجد أي أثر للأورام، ولله الحمد. إذاً الضحك والحالة النفسية الإيجابية يعدان نصف العلاج إن لم يكونا كله.