غابت من كانت تعدها إحدى السيدات الأقرب دائماً إلى قلبها لفترة طويلة، ولم تدرك حينها أسباب هذا الغياب إلا حين توالت المواقف، واشتدت مرارة بعض الظروف، لتدرك بعدها أن شعورها السلبي كان سببه عدم تقبل ظروف الحياة الجديدة، واستيعاب أن الأمور لم تعد كسابق عهدها، أحياناً تصل إلى مرحلة من الوعي والنضج تدرك فيها أهمية تحسين أو تغيير حياتك للأفضل، ولكن حين تتمسك ببعض التفاصيل القديمة متجاهلاً رغباتك الحقيقية وراحتك النفسية تظلم وتقسو- بلا شك- على نفسك، وبالتالي تزداد حالتك سوءاً.

الماضي بلا شك طويت صفحاته الرائعة، التي لا تنسى في أحد فصول الحياة السابقة، واليوم شاءت الأقدار أن تجدد أفكارك وعاداتك اليومية، لتنتقل إلى فصول مقبلة أكثر رونقاً وجمالاً، لذا حاول أولاً: أن تقترب من الله عز وجل، ولا تجعل الأمور الدنيوية تبعدك عن هدفك الأساسي وهو العبادة، ثانياً: جدد أفكارك الإيجابية، وتقبل الواقع واسأل نفسك: ما الذي استفدت منه خلال الصدمات والتجارب المؤلمة، جزماً استفدت ألا تعلق سعادتك بأي أحد مهما كان مهماً، فتصبح لسعادتك عمر ومزاج.

ثالثاً: حاول أن تنتصر على أفكارك السلبية، وكن أفضل أمام نفسك أولاً، ومن ثم الآخرين، اجعل من ابتعد ورحل عنك يندم أنه قد فرط بإنسان لا ولن يتكرر. رابعاً: اهتم بأحبابك وأصدقائك الحقيقيين، ولا تستنزف طاقاتك على الأشخاص، الذين هجروك، وفر هذه الطاقة للأوفياء، الذين أحبوك بصدق.

والقاعدة الذهبية هي «التركيز»، تركيزك هو ما يولد شعورك، لذا حاول أن توجه تركيز ذهنك على الأمور الرائعة، والنعم في حياتك.

قف شامخاً، واقترب من الله، وسيقترب منك كل جميل، وكن على يقين بأن كل ما تمر به في هذه الحياة يحمل بين طياته الخير الكثير، يبعد الله عنك بعض الأمور، التي تظنها مصدر سعادة وراحة، ليبعد عنك ما لا تطيقه.