كثيرة هي الأشياء التي نمتلكها في حياتنا، لكل واحدة منها قيمتها الخاصة، وقد تختلف من شخص لآخر، بحسب حاجته لها، وقدرته في الحصول عليها، وقد تتغير هذه القيمة بالنسبة لنا من وقت لآخر، ما يؤكد أن القيمة مرنة، وليس لها أسس ثابتة، لا سيما إن كانت تتعلق بالأشياء المادية، التي يختلف تقديرها، وقد ترتفع كثيراً، عندما تتدخل فيها المشاعر والعواطف، لتصل إلى درجة عدم القدرة على الاستغناء عنها حتى وإن كانت بسيطة.

تحديد قيمة الأشياء بالنسبة لنا عادة ما يكون مبنياً على مدى حاجتنا لها، وهو ما يعرف في علم الاجتماع باسم «نظرية القيمة»، التي تدرس سبب وكيفية ودرجة تقدير الإنسان للأشياء وإذا ما كانت مادية أو إنسانية أو حتى فكرة، بينما نجد أن النظرة تختلف تماماً في الاقتصاد، حيث يتم تحديد قيمة الأشياء بناء على فائدتها للمجتمع ككل، وليس الأفراد كعناصر، مثل الطعام الذي يعد قيمة جوهرية باعتباره غاية وليس وسيلة، بينما السيارة تعد قيمة ثانوية كونها تعتبر وسيلة وليست غاية.

تقدير بعض الأشياء يمنحها قيمة عالية، مثل الموهبة، وامتلاك مهارات القيادة والإدارة، والقدرة على التدريب، وحل المشكلات وصناعة القرار، ومهارة التفويض والدبلوماسية، والتحفيز وإدارة الأفراد، والتفكير الاستراتيجي، وبناء الفرق، بالإضافة إلى مهارات الاتصال، التي تتضمن الاستماع الفعال، والنقد البناء، والقدرة على التعامل مع الآخرين، ضمن بيئات مختلفة، وغيرها من المهارات، التي تسهم في رفع مستوى الإنجاز، وتساعد على تحديد الأهداف والوصول إليها. تلك المهارات لها قيمة عالية جداً، لا يمكن تقديرها بثمن سواء من الناحية الإدارية أو الاقتصادية، وذلك لما لها من تأثير في تحديد توجه المؤسسات وقدرة إدارتها على نقلها من مستوى لآخر، فضلاً عن تأثيرها في تحسين بيئة الأفراد، الذين يمتلكونها، حيث تمنحهم خصوصية كاملة.

مسار:
الأشياء التي تسهم في بناء الإنسان وتزيد معرفته وتصقل مهاراته ترتفع قيمتها مع مرور الوقت