مما لا شك فيه أن ضرب الطفل يؤلمه، ولكن هناك شكل آخر من أشكال إساءة المعاملة، التي لا يتحدث عنها الناس كثيراً، وهي العنف اللفظي الموجه للأطفال، الذي يسبب جروحاً لا ترى بالعين، ولذلك لا أحد يعرف ما يحدث للطفل.

العنف اللفظي له آثار على الأطفال بالغة، وذلك لأن الطفل في محاولته التغلب على الشعور بأنه غير مرغوب فيه يحاول أن يتكيف مع آثار الشتائم من أعز، وأقرب الأقرباء له.

أظهرت الدراسات أن الطفل قد يكون عرضة للاكتئاب والقلق عند الكبر، وبعض الأطفال قد يلجأون للعنف وسيلة للتفاهم.

العنف اللفظي يحدث في كل أسرة أحياناً، فأي شخص قد يفقد رباطة جأشه، ويمكن أن يقول شيئاً قد يؤذي الطفل بشدة. في بعض الأحيان المعلمون والأقارب ربما يقولون أشياء قاسية، ومؤذية للطفل من دون إدراك لذلك، وهنا يحدث العنف اللفظي للطفل، ورغم أن الآباء دائماً يرغبون في الأفضل لأطفالهم، ولكنهم في بعض الأحيان قد لا يدركون أثناء الانفعال أنهم يؤذون الطفل نفسياً وعاطفياً.

جميع الأطفال في حاجة إلى الشعور بالحب والقبول، وهم بحاجة أيضاً إلى الرعاية والعناية والاستقرار، وعلى أولياء أمورهم تقديم ذلك لهم، فكل طفل فريد من نوعه، ولديه طريقته، ولذلك يجب عليكم أن تراقبوا أطفالكم جيداً، لتعرفوا السمات الإيجابية لديهم، ليس مهماً أن يحقق أطفالكم ما تريدون، ولكن المهم هو أن كل ما يقوم به، ويفعله الطفل يكون بقناعته ورضاه، ويحقق له السعادة.

لا تَخَفْ أبداً من الاعتذار لطفلك، وإذا فقدت سيطرتك، وتفوهت بكلمات قاسية فاعتذر، فطفلك يستحق الاحترام، فإذا أردت أن يحترمك طفلك فعليك أن تحترمه.

ركز على السلوك الذي يحتاج إلى تصحيح، وليس على الطفل، وإذا فعل طفلك أي شيء خطأ فتحدث معه، وبين له أن ما فعله خطأ. تذكر دائماً أن تنظر إلى الجانب الإيجابي من الأشياء، وإذا قام طفلك بعمل إيجابي فتذكر الثناء عليه.