يقول أحدهم إن والده قد أصيب بالمرض، الذي أنهكه كثيراً، وتعرض لنقص الوزن المرضي المفاجئ، لذا اعتزل الناس، وانصرف عنهم، والسبب الأساسي هو كلماتهم السلبية والمحبطة، التي تنخر الروح والإرادة، بعد فترة من الزمن طلب منه والده أن يذهب معه عند رجلٍ يعمل في أحد مكاتب الخدمات الإنسانية اسمه طاهر.
 
لحسن الحظ أنه في اللحظة، التي دخل فيها والده إلى مكتب هذا الرجل بادر إلى استقباله بحفاوة، وردد كلمات متناغمة، رافعة للمعنويات، جابرة للخواطر حين سأله مباشرة إن كان يدخل النادي لأنه يبدو أصغر سناً وأكثر قوة، والده كان متيقناً حينها أن كل ما يريده هذا الرجل هو تطييب خاطره، وبالفعل كانت لهذه الكلمات تأثير السحر الإيجابي على نفسية والده.
 
كم هو عظيم أن تشعر بآلام الناس وتواسيهم في مصابهم، وتلملم شتات قلوبهم، وتحرص على أن تكون سهلاً هيناً ليناً في تعاملك معهم حتى مع من يخالفك الرأي، ولك أن تتخيل جمال التبسم في وجه أناس تعرفهم أو لا تعرفهم، ومدى وقوع الأثر الجميل، والطيب على قلوبهم من محبة ورضا، وما أعظم وأروع من كسب رضا الوالدين فتُرفع درجاتك في الدارين، وتكون الجنة في انتظارك.
 
جبر الخواطر بلا شك لا يحتاج إلى التضحيات الكبيرة، التي تفوق قدراتك ولا حتى إنفاق الأموال الكثيرة، التي تُذيقك مرارة الديون، فكلمة حانية، وبسمة صادقة هما جوهر جبر الخواطر.
 
تيقن تماماً أن الكلمة الطيبة لا تكلفك أي شيء، ولكنها كفيلة أن تجبر الخواطر المكسورة، فتتسرب السعادة إلى قلوب من تعثروا في منتصف الطريق، بادر وسامح واجبر الخواطر، فمن سار بين الناس جابراً للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر.