كانت في كل تجمع ولقاء مع صديقاتها أو حتى بعض العابرين تذكر أبسط التجارب الجميلة، التي تمر بها في حياتها، وخصوصاً تلك التفاصيل الشخصية البحتة، كانوا يلقبون علاقتها الجميلة مع زوجها بأنها أشبه بقصة قيس وليلى، وحين مرت الأيام والشهور والسنوات شاءت الأقدار أن تتدهور تلك العلاقة الجميلة المتناغمة، التي تشبه قصص الخيال، ولم تعد تلك القصة الجميلة كسابق عهدها، فلقد أصابها النفور، وأصبح ذلك الحب والتعلق العاطفي مرضاً، يصعب تقبله، والتعايش معه.
غالباً في بداية العلاقات الزوجية تكون حياة الرجل كتاباً كتب في إحدى صفحاته «زوجتي»، والزوجة في حياتها كتاب عنوانه «زوجي»، وهذا هو سر معاناة وألم وحسرة بعض النساء، يجب أن يكون الزوج أحد اهتمامات الزوجة، وليس جل اهتماماتها حتى لا يصاب الرجل بالملل والنفور، ولا تغلق جميع أبواب الحياة الجميلة في وجه الزوجة.
بناء على إحدى الدراسات، الهرمون الذي يفرزه الحب الانفعالي يستمر من سنة ونصف السنة إلى 3 سنوات، ثم يتوقف عن الإفراز، ويستبدل بهرمون آخر اسمه هرمون الإيدروفين، فيتحول ذلك الحب العميق إلى حب تراحمي مبني على المودة والرحمة، وهذا الحب يشبع النفس، ويجعلها قادرة على تحمل جميع المسؤوليات.
إذاً ما هو مرهم العلاقات الذي يضمن استمراريتها؟
أولاً: التناصح، إعطاء النصيحة في وقتها بأسلوب، وبطريقة مناسبة، وثانياً: التشابه إما في الأفكار وإما في الاهتمامات، وثالثاً: التغافل عن الأخطاء، ورابعاً: التعاون في شؤون المنزل والأسرة، والذي لا يعد عيباً ولا نقصاً في رجولة الزوج أو قوامته، وخامساً وأخيراً التقبل، وهي مرحلة تتخطى القبول، والتي تعني رؤية كل طرف بعض الأمور، التي لا تعجبه في الطرف الآخر، ولكنه يتقبلها من دون أي اعتراض، وبالتالي تتحقق استمرارية العلاقة بمودة ورحمة.
إذاً الحياة الزوجية ليست مبنية على العشق والغرام، لأنه لو ظل الإنسان مع زوجته- كما قيس وليلى- لضاع الأطفال، وضاعت الأسرة.