تغيّر المناخ.. سببه الأنشطة البشرية

ت + ت - الحجم الطبيعي
تشهد المكسيك أطناناً من الأسماك النافقة على سواحلها، شوارع أنقرة تغرق بالمياه نتيجة لغزارة هطول الأمطار، أمواج البحر العاتية تغرق شوارع اليابان، وتجرف بعض المنازل، هي أخبار الوكالات، لنسأل: هل ما يحدث هو ظواهر طبيعية لا قلق منها، أم له علاقة بتغيّر المناخ؟ كل هذا غير مستبعد.
 
قبل الثورة الصناعية في أواخر القرن 19 لم تكن حرارة سطح الأرض مرتفعة، مثلما نلمسها اليوم، وقد بلغ الارتفاع في معدل درجة حرارة الأرض 1.1 درجة مئوية.
 
كل عقد من العقود الأربعة الماضية كان أدفأ من سابقه، في إشارة غير سارة، هنالك أناس يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة، يحيط بهم الماء من كل جهة، ومعرضون لتأثيرات التغيّر المناخي المباشرة، فغادروا أماكنهم خوفاً، ليستقروا في غيرها أكثر أماناً وصلاحاً للعيش. العالم يتحدث اليوم - وإن سراً - عمّا أطلقوا عليه «لاجئي المناخ»، تقول المفوضيّة:
 
عددهم 20 مليوناً، ويزداد العدد كلما أنشئت مصانع جديدة، وازدادت مواصلات النقل في البر والبحر، وأتلفت مساحات خضراء من النبات، التي تضيف، بعد تحللها، ملايين الأطنان من الفحم الأحفوري للاستهلاك الضار.
 
تغيّر المناخ يؤثر على صحتنا، وقدرتنا على زراعة الغذاء، وعلى السكن والعمل، ومن ظواهره المفزعة للبشر تلك الحاملة نذر الجفاف الشديد، وندرة المياه، وارتفاع مستويات سطح البحر، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبي، والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي.
 
إن أصابع الاتهام، في كل التقارير ذات الصلة، تشير إلى الأنشطة البشرية غير الرشيدة؛ فهي المسؤولة عن الاحترار العالمي، ليس من اليوم، بل على مدار الـ200 عام الماضية.
 
ثمة حلول يمكن التوصل إليها تفيد الاقتصاد، وتحمي المناخ، إذا ما قامت دول العالم بالإيفاء بالتزاماتها، تلك المنصوص عليها في اتفاقية الأطراف للأمم المتحدة 1992، لذلك فإن أنظار العالم تتجه اليوم إلى مؤتمر تغيّر المناخ - COP 28 المزمع عقده في نوفمبر المقبل، في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمدينة إكسبو دبي، المعوّل عليه بأنه الأقوى من المؤتمرات السابقة.
 
Email