في أحد التجمعات النسائية تسأل سيدة أعمال امرأة كان يبدو عليها البساطة والتواضع عن وظيفتها الأساسية، فتجيبُها بكل فخر «الأم المربية للأجيال»، جزماً لا يستطيع أحد إذلالك أو الانتقاص من قيمتك ما لم تكن أنت تشعر بالإذلال والنقص في داخلك، ولا أحد يستطيع أن يرفع ويعظّم قيمتك إن لم تكّن تشعر بقيمة نفسك العالية، فنظرتك لنفسك هي التي تحدد شعورك الداخلي بالثقة والتقدير.

احترام وتقدير الذات يتعلقان بالطريقة التي تحكم بها على نفسك وكيفية تقييمك لذاتك التي هي قابلة للتغيير بناءً على مدى تقديرك الإيجابي لمهاراتك الشخصية ونظرتك المشرقة عن حياتك بشكلٍ عام.

فمن إحدى القصص المعبّرة والملهمة التي وصلت إليّ منذ فترة بعنوان «جامع المسامير»، توضح هذه القصة أن نظرة الشخص لنفسه ومدى إيمانه وثقته بقدراته في العمل هي التي تحدد قيمته الحقيقية.

فلقد لاحظ وزير الصناعة في الهند أحد العمال وهو يجمع المسامير ويضعها في علبة والسعادة تغمر قلبه، سأله متعجباً من العمل الذي يقوم به، فيجيبهُ متحمساً وفخوراً بأنه يصنع الطائرات، ويخبره أن الطائرة التي يسافر بها حتماً لن تطير من دون هذه المسامير الصغيرة ولذا يحرص دائماً على جمعها وإرسالها إلى شركة تصنيع الطائرات.

نستخلص من هذه القصة أن نظرة الشخص الإيجابية للعمل الذي يقوم به واستحقاقه لذاته هما سرُ سعادته ورضاه الداخلي عن الإنجازات التي يحققها مهما كانت صغيرة أو بسيطة، فذلك الشخص لم يرَ نفسه جامعاً فقط للمسامير ولكنه عدّ نفسه شريكاً في صنع الطائرات وتحقيق الأثر المستدام الذي ينعكس دوره الإيجابي في رفع جودة العمل وانعكاسه اللافت على البشرية.

إذاً احرص دائماً على معرفة قيمة نفسك الحقيقية وتقبلها وطورها باستمرار وحفّزها فهي البوابة والمفتاح لكل أنواع النجاحات في حياتك.