يتذمر البعض من سوء العلاقات، وضيق الرزق، ورداءة الحظ باستمرار، بالرغم من أن بإمكانهم قضاء حوائجهم بأنفسهم، ويمتلكون شيئاً عظيماً، يتمناه الكثيرون ممن تدهورت حالتهم الصحية بشكل لافت، وأصبحوا طريحي الفراش الأبيض لسنوات طويلة، كم هو مؤلم حين تكتشف بعد مرور الوقت أن حالك- ولله الحمد- كان أفضل بكثير من حال الكثيرين، ولكن النظر لما عند الآخرين من النعم، التي لا تمتلكها قد يعمي البصيرة، ويجعل الشخص لا يقدر النعم الموجودة، لأنه يلهث وراء المفقود علّ وعسى يشعره ذلك بشيء من الرضا والكمال.

عدم رؤية النعم الموجودة، والنظر لما عند الغير، والشعور بالدونية هي أحد المسببات، التي تشعر البعض بالضآلة في عيون أنفسهم أولاً، وفي عيون الغرباء، وجميع من هم حولهم تباعاً.

«لا تُفكر بالمفقود حتى لا تفقِد الموجود».

بدلاً من الالتفات للموجود، والحفاظ عليه وتقديره قد يتجاهله البعض، وينظر إليه بازدراء، لأنه بكل بساطة يتمنى تلك النعمة، التي يملكها غيره، فيقع في مصيدة جلد الذات والتعاسة، لينتهي به الحال في قوقعة السخط وعدم الرضا، وفقدان أجمل النعم.

لا بد من تحدي الحديث السلبي مع النفس، ومراقبته فور حدوثه خصوصاً حين يتحدث إلينا بشكلٍ سلبي، وغير منطقي عن قيمنا وأفكارنا الواعية واللاواعية، وطرح بعض الأسئلة على النفس: «هل أفكاري حقيقية؟ وهل هذا الموقف سلبي أو سيئ كما أظن؟»، «كيف يمكنني أن أساعد نفسي في حل المشكلة؟». هذا الحوار والتفكير الواقعي سيغدو إيجابياً حين تبدأ بمواجهة صوتك الداخلي والناقد اللاذع، الذي سيمكنك من التغلب على جميع الأفكار السلبية، والمدمرة للثقة بالنفس، فيحسن من شعور احترام الذات.

حاول دائماً في كل موقف تشعر بعده بالارتباك، وعقلك يضج بالأفكار أن تدون، وتنظم أفكارك وعواطفك على الورق، لتتمكن من ربطها وتبسيطها وفهمها.