تقول إحداهن: مشكلة البعض قد تكمن في إعطاء القلب الأحقية الكاملة في التوجيه، والسيطرة على مجريات العلاقات، وتحديد درجة وعمق الحب للطرف الآخر، فيكون الشخص مسيراً لا مخيراً، ليجد نفسه لا إرادياً في منتصف الطريق مبعثراً، وخارج السيطرة، وذلك لأن العقل لا يسمح له بالتدخل بشكل كلي، فينحرف الشخص عن المسار الصحيح، وذلك برغبة ملحة منه، للانصياع التام لرغبات المشاعر.
ما الذي يجعل مواقف الاستغلال تتكرر؟ ولماذا يذل البعض نفسه، ويتنازل عن أبسط حقوقه من أجل الوهم، الذي يسمى حباً.
بعض هذه المواقف قد تتكرر بعد إلحاح واندفاع الغرباء، وبعضها يتكرر، لأن الشخص صدق بطريقة أو بأخرى أن وجودهم لربما يضيف لحياته معنى آخر أو لأنهم تمكنوا من إشباع الفراغ العاطفي الموحش، الذي وصل إليه، بسبب صفعات العلاقات السابقة، التي لم تعد كسابق عهدها، ولكن هذا الشعور بلا شك يبدأ يتفاقم تدريجياً، لأن الشخص ما زال يتذكر اللحظات الجميلة السابقة، التي أصبحت اليوم في ملفات الماضي، متوهماً أن الحب ما زال مستمراً، وذلك بحد ذاته يجعله يكرر الأخطاء نفسها، التي تمنعه من الاستمرار بقوة نحو عالم أجمل، ومع أشخاص أفضل.
تيقن دائماً أن الحل الأساسي لحل هذه المعضلة هي في ملء الفراغ العاطفي، من خلال التقرب من الله سبحانه وتعالى، ومن ثم حب الذات، والثقة بالنفس، فهما سلاح التوازن النفسي، فمن المستحيل أن يحبك ويحترمك الآخرون إن كنت تنظر لنفسك بازدراء ودونية.
ولتتمكن من فتح أبواب جديدة من المهم تجنب الناقد الداخلي، الذي يجلد الذات، ويذكره باستمرار بمواقف الماضي الجميلة، التي لم تعد موجودة، ومحاولة إصلاح ما أفسده الدهر بالتقرب من أفراد الأسرة، فهم الأشخاص الذين لا يغيرهم الزمان ولا حتى المكان، ومن ثم الأصدقاء الحقيقيون، الذين يظهرون عمق محبتهم في الشدة قبل الرخاء.