«حاول ألا تخسر أحداً، ولكن لا تنصدم إن قام أحد بتصرف جعله هو يخسر القرب منك».

لا تقف طويلاً عند الأبواب المغلقة مستسلماً ومكسوراً، ومتأسفاً على حالك، الذي تقارنه باستمرار بأيام مضت بلا رجعة، فلقد كشفت لك بعض المواقف مدى نضجك وتقدمك الفكري اليوم، وجهالة وسطحية فكرك في السابق، حتماً تمكنت تلك المواقف من تصحيح وتطوير طريقة تفكيرك، لتصبح أفضل نسخة من نفسك، وجعلتك أكثر تقديراً واحتراماً وحباً لذاتك، وما كان علقماً ولكن مهماً آنذاك أصبح لا يمثل لك شيئاً، لأنك أدركت الواقع المر أن ذاك الحب والتعلق، الذي استمر منذ سنوات طويلة كان هو أساساً مصدراً لألمك، وتدهور ارتقائك ونموك الفكري.

أحياناً بعض الذكريات قد تؤلمك بقدر ما أسعدتك يوماً في حياتك، هي بلا شك ماض لا أمل من رجوعه، ولكنه زاد من وعيك، وصحح بعض المفاهيم، وغيّر وجهتك في الحياة، لتتمكن من المضي قدماً إلى عالم أجمل وأفضل، ولكن حين يزداد تفكيرك المبالغ في المفقود سواء في الأشخاص أو الأحداث قد يشغلك ذلك عن أهدافك الحقيقية، التي تود تحقيقها، لأنك أدخلت نفسك في قوقعة أحداث، وذكريات الماضي بدلاً من التخطيط ووضع أهداف نوعية وبراقة في سجل حياتك.

تيقن تماماً أن بعض الناس قد يتركونك لأي سبب من الأسباب، ولكنها لا تحتم نهاية قصتك، بل هي تحدد نهاية دورهم في قصتك.

أنت تحتاج اليوم إلى أصحاب الشخصيات الإيجابية العميقة والصادقة بين تفاصيل حياتك، فهم من يجعلونك أكثر استقراراً نفسياً وحباً للحياة، وهم من يهونون عليك مصاعب وصدمات الحياة في أسوأ الحالات، وأصعب الظروف. إذاً كفانا أصحاب المصلحة والاستغلال، أنت لا تريد أن يلتف الأشخاص حولك حين تكون مزدهراً، ويبتعدون ويتخلون عنك مباشرة مع أبسط اختلاف في وجهات النظر أو حين لا تملك شيئاً تقدمه.