أحياناً ضمان وجود الأشخاص أو بعض الأمور في حياتك يجعلك لا تهتم بهم وبأدق التفاصيل كما ينبغي، لأنها بلا شك موجودة، فأنت تتفاعل معها باستمرار، وترى الأشخاص تقريباً بشكل شبه يومي، بمعنى أنك ضامن لوجودهم بقربك، لذا ينحدر مستوى الاهتمام والشعور بالمسؤولية تجاههم، فتمر الأيام والسنوات بشكلٍ متسارع، وتتدهور حالتهم الصحية بين ليلةٍ وضحاها، وتصدم فجأة بخبر رحيلهم بلا رجعة. «إنّ للأرواح حِملاً وطاقة تستنزف وتنهك مع مرور الوقت».

قد يقع البعض في خطأ اللامبالاة أو سوء الظن، أو عدم الاهتمام والحرص على توفير احتياجات النفس الأساسية، والالتفات إلى الأمور الضرورية الخاصة بالأشخاص المقربين، فتذبل وردة العلاقة، وينطفئ بريقها تدريجياً حتى تعتم.

بكل تأكيد، قبل التسرع في إطلاق الأحكام بمن تجمعك معهم علاقة طيبة، أعطِ نفسك فرصة في مراجعة النفس لتكون منصفاً.

للأسف أصبح البعض يوجه أصابع الاتهام إلى الآخرين بأنهم تغيروا ولم يعودوا مثلما كانوا في الماضي، من دون التفكير ولو لمّرة بأهمية مراجعة أنفسهم في طريقة التعامل والأسلوب، أليس من الوارد أن تكون هي إحدى الأسباب؟.

جزماً، المودة والحب لا ينقطعان مع الذين يقدّرون الظروف، ويلتمسون لك الأعذار، من دون أن يلقي أحد باللوم على الطرف الآخر، فكلاهما يعلم أن ما في القلب من حب واحترام يبقى في القلب، مهما عصفت بهما الظروف وتعددت مرارة المواقف. ولكن كثرة العتب والسيطرة وإلقاء التهم بشكلٍ دائم، لن تبني حياة سعيدة.

تذكّر دائماً، نحن لسنا ملائكة، والله سبحانه وتعالى لم يخلقنا نسخاً مكررة، لذا، كثرة العتب وإلقاء التهم واللوم على الطرف الآخر لن تبني حياة مليئة بالاستقرار والانسجام، بل ستولد البغضاء والنفور، ومن تحملك إلى اليوم ليحافظ على علاقتك معه، قد لن يتمكن من تحملك غداً، والحفاظ على رونق وجمال تلك العلاقة مستمراً.