«بيانات ضخمة»، «ذكاء اصطناعي»، «ميتافيرس»، «واقع افتراضي»؛ مصطلحات جديدة تعوّدنا سماعها حديثاً، وهي تكشف عن حجم القفزة التي قطعها العالم، ليصبح «قرية كونية» صغيرة، تتصل أطرافها بألياف تنقل إلينا المعلومة بسرعة الضوء، ما يفتح أمامنا أبواب المعرفة على مصراعيها.
تلك المصطلحات آخذة بالتعمق بيننا، لا سيما مع اتساع الأبحاث المتعلقة بـ «الذكاء الاصطناعي»، وخصوصاً «التوليدي»، الذي بدأت أدواته تعرف طريقها نحو الجميع، فهناك مئات، بل آلاف الأدوات المتاحة حالياً، أشهرها «تشات جي بي تي - ChatGPT»، ما يشير إلى بدء مرحلة إعادة تشكيل وجه العالم من جديد، وهو ما يزيد من تخوف البعض من اختفاء الكثير من الوظائف، وحلول الأتمتة مكانها.
هذه المخاوف تبدو مشروعة إلى حد ما، ولكنها في الواقع لا يجدر بنا فقدان الأمل، في ظل قدرة الذكاء الاصطناعي، على إيجاد آلاف الوظائف الجديدة، التي لم نعهدها من قبل، وهو ما يؤكده تقرير مستقبل الوظائف، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023، والذي يشير إلى أن الوظائف التي ستتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، هي أسرع مجالات العمل نمواً، وهو ما يؤكده أيضاً كتاب «اقتصاديات الذكاء الاصطناعي» 2019، للباحثين: أغاي أغراوال، وجوشوا غانز وآبي غولدفارب، الذين أشاروا إلى أن الأتمتة والذكاء الاصطناعي والروبوتات ستزيد الطلب على العمالة في المستقبل.
دخول تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى أعمالنا المختلفة، لن يغير وظائفنا، وإنما ستتغير طبيعة مهامنا، ومعها المهارات الأساسية المطلوبة للوظائف، وستحل مكانها مهارات جديدة، ما يعني أن الكثير من الوظائف سيعاد تصميمها، بسبب أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يحتم علينا البدء بالاستعداد للمستقبل، من خلال توسيع معارفنا، وتطوير مهاراتنا وتنميتها، خاصة أن كافة التوقعات تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يخلق مهام جديدة في القطاعات الخدمية في المستقبل القريب.
مسار:
استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ستقود عملية تغيير علاقة البشر بالتقنية.