الكلمات المنتقاة بحرص، لها أبلغ الأثر على المتلقي، فمن بين السطور المزخرفة، قد تستشعر الوضع من دون أية رسائل مباشرة.
إحدى القصص الأدبية القصيرة، التي تبرز أثر الكلمات، تدور حول رجل أعمى يطلب المساعدة من الناس، وما حدث معه بسبب لوحتين كتب عليهما كلمات تؤدي المعنى نفسه ولكن بصيغتين مختلفتين.
ففي أحد الأيام جلس هذا الرجل الأعمى على الرصيف في أحد الشوارع، ومعه كلبه، واضعاً قبعته بين قدميه، وبجانبه لوحة كتب عليها «أنا أعمى أرجوكم ساعدوني».. تمر الأيام، ولا يجد في قبعته إلا النقود القليلة جداً، فيشعر بالحزن، هل يعقل أن حال هذا الرجل لم يؤثر في الناس؟
بعد مرور عدة أيام، تشاء الأقدار أن تمر إحدى السيدات وتضع بعض النقود في قبعة الرجل، التي كانت شبه فارغة، قرأت تلك السيدة المختصة في جانب الإعلانات، اللوحة التي بجانب الرجل الأعمى، وأدركت أهمية إجراء بعض التعديلات المناسبة، لأنها حتماً لا تصف حجم المعاناة والمأساة التي يعيشها، فكتبت على اللوحة العبارة: «نحن في فصل الربيع، ولكني لا أستطيع رؤية جماله». وغادرت مباشرة، لاحظ الرجل الأعمى أن قبعته بدأت تمتلئ، فتيقن أن هناك شيئاً ما قد تغير.
العبرة من هذه القصة، أنه قد يمتلك البعض الكثير من المواهب والإنجازات الاستثنائية والمميزة، ولكن لا يعلم بها أي أحد، وذلك لأنهم لم يعلنوا عن أنفسهم بطريقة جاذبة ومؤثرة تلفت الأنظار، في حين هناك من لا يمتلكون أية موهبة، أو قد لا يمتلكون نصف مواهبهم وإنجازاتهم، ولكنهم مبدعون في الترويج والإعلان عن إبداعاتهم ونجاحاتهم بطريقة متميزة. لذلك، أولاً اعرف مهاراتك ومكامن القوة لديك، ومن ثم ابحث عن الإعلانات المناسبة المبنية على أهداف فعالة، تزيد من بريقك وتميزك أمام نفسك والعالم أجمع.