تتعدد أنواع الذكاء، فهناك «ذكاءات كثيرة»، كالذكاء العاطفي، والاجتماعي، والرياضي، واللغوي، التي قد يتحلى الشخص بأحدها، وتجعله متميزاً في مجالٍ ما دون الآخرين. إلا أن هناك نوعاً من هذه الذكاءات لا يلتفت إليه الكثيرون، وهو «الذكاء الثقافي»، الذي يتحتم تطويره، حتى يتمكن الفرد من النجاح في العالم المهني، ويستطيع التأقلم مع الثقافات الأخرى.
«الذكاء الثقافي» يعتبر أعلى درجات الإدراك الثقافي، التي تجعل الشخص أكثر قدرة في معرفة العادات والتقاليد، والقيم والمعتقدات، لمختلف الجنسيات والجماعات، والتعامل معها بذكاء وفعالية. والثقة في قدرته على التواصل مع الناس من مختلف الثقافات. وكذلك فإن اكتساب مهارات الذكاء الثقافي، من المعطيات الهامة للأفراد، لأنهم يمثلون ثقافات بلدهم، ويسعون إلى عقد الصداقات، وتقريب وجهات النظر.
ويمكن النظر إلى «الذكاء الثقافي»، باعتباره نظاماً عقلياً معرفياً، يتكون من 3 عناصر، وهي، المعرفة الثقافية، ومهارات التعامل ما بين الثقافات، وما وراء المعرفة الثقافية، وتكتسب مهارات الذكاء الثقافي، من خلال تدريب النفس على بعض العادات المتصلة بالمهارات الاجتماعية، والمرونة العقلية والسلوكية، والمشاركة الوجدانية.
وهناك بعض الطرق التي تساعد الشخص في تنمية مهارات الذكاء الثقافي لديه، منها أن يكون فضولياً ومهتماً بالتعرف إلى الثقافات الأخرى، وتنمية الوعي الذاتي المحايد، في ما يتعلق بالتحيز ضد الآخرين، بمعنى أن يكون عقلك سجلاً نظيفاً، حتى تتمكن من التعامل بموضوعية مع الآخر المختلف. والقدرة على التكيف، والمرونة في تغيير السلوكيات، بناءً على المتطلبات الثقافية المغايرة.
وتطوير المهارات الاجتماعية، والتسامح والمشاركة الوجدانية، وتفهم وجهات نظر الآخرين ومشاعرهم، من خلال تخيل نفسك في مواقف الأشخاص من ثقافات مختلفة. وحضور الدورات وورش العمل الخاصة بتنمية مهارات الذكاء الثقافي، والبحث عن فرص العمل التطوعي مع أفراد من ثقافة أجنبية. والواقع أننا جميعاً نحتاج إلى مثل هذه المهارات، حيث باتت الدول متعددة الثقافات والأعراق، وصرنا نتعامل مع أشخاص يختلفون عنا في اللغة، والعادات والتقاليد، وكلنا نسعى إلى التعايش الإيجابي البناء.