على

محاربو النجاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت مسألة رفض جائزة نوبل العالمية، ليست غريبة، وفعلها كثيرون على اختلاف تخصصاتهم، لأسباب بدت مشروعة في نظرهم.

لكن الأغرب أن ترفض الجائزة لدواعٍ انتقامية. لنبدأ بمقولة، لكثرة ما تداولها الناس أصبحت تاريخية. قال الأمريكي «توماس اديسون 1931-1847» المخترع والمؤسس لشركة جنرال إليكتريك: «في عالم التجارة والمال والصناعة، الكل يسرق الكل، وأنا شخصياً سرقت الكثير، وأعرف كيف يسرق المرء جيداً». ومقالنا لن يخرج عن الإطار الذي حدده اديسون؛ سنعرض لأعجب السرقات العلمية في التاريخ، كما وصفوها حينذاك.

«نيكولا تيسلا 1943-1856» شاب صربي، سرعان ما تردد اسمه كباحث لامع حاد الذكاء، زار في العام 1883 القسم الأوروبي لشركة اديسون الأمريكية، فأقنعه شخص فيها، بضرورة سفره إلى أمريكا للاجتماع بالعالم اديسون شخصياً، ففعل، وما أن قابله هذا الأخير، حتى وظّفه في قسم الأبحاث العلمية في الشركة. إلى حد تلك اللحظة، كان اديسون مقتنعاً بالكهرباء المتصلة «ذات التيار المباشر»، لكن تيسلا استمر في انتقاده للمولدات الكهربية الموجودة، مردداً أن بإمكانه بناء مولدات للطاقة الكهربية «ذات التيار المتناوب» بدلاً من المباشر.

وصلت الفكرة اديسون فقابله ثم وافق من فوره على أن ينفذها، وفي حالة نجاحه سيمنحه 50 ألف دولار. بدأ تيسلا بالعمل 18 ساعة يومياً ولمدة سنة. جاء بعدها وسلم الابتكار منجزاً لاديسون، الذي فرح وقال مبتسماً: سوف أزيد لك في المرتب. لكن أين المكافأة؟ سأله. رد عليه: أنتم لم تفهموا بعد المجتمع الرأسمالي وروح الدعابة. فترك تيسلا جنرال إليكتريك وهو محبط، وذهب يحاول بناء مختبر خاص به، ونجح، وتتابعت اختراعاته وبراءاته وذاع صيته. في العام 1916 قررت الأكاديمية السويدية منح اديسون وتيسلا جائزة نوبل للفيزياء مناصفة، لكن اديسون رفض المناصفة، قبل أن يرفضها تيسلا، فحجبت. سئل اديسون عن سبب رفضه، فلم يجب، لكن مقربين منه صرحوا بأنه لا يريد لتيسلا مزيداً من الشهرة والأضواء.

Email