الأخوة بين الناس من أرقى وأهم الصفات الإنسانية العظيمة، فهي علاقة لا يوجد لها مثيل بين العلاقات الأخرى في الكون، فالأخوة الإنسانية هي علاقة ترابط وتواصل بين البشر بعضهم بعضاً، وهذه الكلمة لها مضمون واسع وعميق جداً، فالبشر خلقوا إخوة متحابين فيما بينهم، يسعون لمساعدة بعضهم بعضاً. الأخوة لها معانٍ جليلة وعظيمة، فالناس يرتبطون عن طريقها بعلاقة فريدة أساسها الرحمة والتسامح والاحترام.
إن مفهوم الأخوة الإنسانية يندرج تحت سياق اجتماعي وإنساني، حيث يرتبط البشر من خلاله بعلاقة مميزة يكون قوامها الرحمة والإحسان والاحترام.
ولقد أشار الدين الإسلامي إلى أن جميع البشر سواسية ولا اختلاف بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح. لقد شرع الإسلام التعايش والتعارف مع جميع البشر من دون النظر إلى اختلافاتهم، حيث إن هذه الرابطة تصب في مبادئ السلام والمحبة الإنسانية.
وللأخوة الإنسانية العديد من المبادئ والأسس التي أوضحها الدين الإسلامي، ومن أهم هذه المبادئ والأسس مبدأ الوحدة البشرية، حيث لا يوجد فرق بين شخص وآخر، ولا يوجد فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
ومن المبادئ التي كفلها الدين الإسلامي الحنيف للأخوة مبدأ الكرامة الإنسانية، إذ تظهر الأخوة في الإسلام في الكثير من المواقف والسلوكيات، التي منها التناصر والتعاون، الذي من صوره مساعدة الضعيف، وذلك لتحقيق وحدة المسلمين فيما بينهم، وكذلك التناصح، فالإنسان المسلم يجب أن ينصح أخاه، ويقدم له المشورة.
لقد حث الدين الإسلامي على التعايش مع كل الناس من دون التركيز على اختلافاتهم، فرابطة الأخوة الإنسانية رابطة لا مثيل لها، ذات أثر عميق، بخلاف غيرها من الروابط والعلاقات، حيث تفوقت على كل الروابط الأخرى، وصهرت العصبيات الأخرى في بوتقتها، وبذلك فإن الأخوة الإسلامية تعد من أبرز مظاهر القوة والعزة والمنعة للمسلمين. وقد حرص الإسلام على التناصح والتآخي وتقوية الروابط الإنسانية بين المسلمين.