«إذا كان الكلام من فضة.. فالسكوت من ذهب».. حكمة تعودنا الاستماع إليها في يومياتنا، وتطل برأسها كلما زاد الضجيج حولنا، عندما نكون حينها بحاجة إلى بعض الهدوء والصمت.
حيث يكون له مزايا عدة نفقدها بالكلام، فـ«الصمت هيبة من غير سلطان، وفيه ستر للعيوب»، لكن في بعض الأحيان تنقلب القاعدة، ويصبح حينها الكلام من ذهب، ونكون بحاجته لتقريب وجهات النظر والمساعدة في حل المشكلات، والإصلاح بين المتخاصمين، وزيادة الألفة، حيث يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: «لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه».
وللكلام أنواع، فبعضه خير وبعضه يحمل بين ثناياه الشر وآخر يتحول في لحظة إلى مجرد لغو، فالأول ينفعك في الآخرة ويرفع من ميزان حسناتك، بينما الثاني فيه ضرر لك ولغيرك، وأما الثالث فلا يضر ولا ينفع، فإن كنت تبحث لك عن مكان في القلوب تمسك بالأول واترك الثاني وابتعد عن الثالث، وفي هذا خير لك.
حيث يمكنك ذلك من صنع العلاقات الناجحة، واستثمار لسانك في إفشاء السلام على كل من تراه، وفي مواساة القلوب، وتقدير جهود الآخرين، والتعبير عن المحبة وتوجيه الشكر إلى كل من يساعدك، استثمره في شكر نعم الله عليك، وفي تشجيع محيطك الاجتماعي بدءاً من أسرتك ووصولاً إلى زملاء العمل.
أطلق لسانك واترك الصمت جانباً، فرب كلمة طيبة تنطقها تكسب بها علاقة حسنة، تتلمس أثرها لاحقاً، وتذكر دائماً أن كلماتك هي رصيدك عند الآخرين، فحاول جاهداً أن تحافظ عليه عالياً، واعلم تماماً أن الكلمة قد تصل القلوب ببعضها، وقد تتحول إلى سيف يقطع حبل العلاقات عن بعضه.
صوتك جميل وثمين في الوقت نفسه، أطلق له العنان لتعليم الآخرين بعلمك وتزويدهم بمعرفتك ومهاراتك وخبراتك القيمة والتي قد تصبح بوصلة تدل الناس على أقصر الطرق للنجاح.
مسار:
استثمر صوتك وكلماتك الجميلة في بناء العلاقات الإنسانية.