القراءة حياة، فالكتب ترفع المعنويات، وتنور بصيرة القارئ، وتوسع مداركه، وتأخذه إلى عوالم مختلفة، تزيد من رصيده المعرفي في شتى المجالات، وهذا ما يثبته اليوم عشاق الكتب والمعرفة في التجمع الثقافي الجميل داخل معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي افتتح دورته الـ 42 تحت شعار «نتحدث كتباً». هذا الحدث الاستثنائي، الذي ينتظره جميع القراء والمفكرين والأدباء، وحتى الصغار، بفارغ الصبر سنوياً، لما فيه من تطورات ثقافية لافتة ومتجددة. عندما تقع في حب كتاب، فإنك تقع في حب شيء يتجاوز الحروف والصفحات.

يقول أحد القراء إنه حريص جداً على أن يقتني الإصدارات الجديدة التي تلامس ذائقته سنوياً في معرض الشارقة، ويقوم بجدولة قراءته لتلك الكتب، وإضافة اسم المؤلف ونبذة مختصرة عن كل كتاب، وتحديد مدى استفادته منها، ويستمر في القراءة إلى أن ينتهي من قراءة جميع الكتب خلال السنة، فالقارئ يطير ويحلق مع الكلمات، لأنه متذوق للقراءة، وقارئ نهم، وهذا ما يجعل إصراره كبيراً في الانتهاء من قراءة الكتب في كل عام، ليتفرغ بشكلٍ تام للدورة القادمة.

لا تنتظر الإلهام بل اجلبه.

يوجه الروائي طارق إمام الحاصل على جائزة البوكر العربية، بعض النصائح المستوحاة من واقع تجربته للكُتاب، بأن القراءة المنظمة مهمة جداً، كما أنه يركز على أهمية اختيار المادة المقروءة بعناية، في اتجاهات لها صلة بالمشروع الذي يود تأسيسه، وليس بشكلٍ عشوائي، ونوه بضرورة التركيز على النص المكتوب، وليس على صاحب النص المشهور الذي ذاع صيته، كما شجع صاحب القلم بالكتابة المستمرة في كل وقتٍ وحين، فجميع الأوقات تعّد مثالية، حتى يتمكن من إنتاج العديد من الكتب باحترافية، وفي وقتٍ قياسي.

إذن، ومضة عالم الكُتب لا تنطفئ، تظل مستمرة ومتجددة، نجد بريقها ساطعاً بين دور النشر والمكتبات والمعارض الضخمة، لا يتحدث عشاقها إلا كتباً وأدباً وثقافة.