بعد مرور 15 سنة في سوق العمل، تقرر إحدى الإعلاميات التي ذاع صيتها وانتشر بريق شهرتها في جميع المحافل، أن تترك أجمل وظيفة بالنسبة لها في حياتها، وهي تقديم البرامج كمذيعة، لم تكن تعرف آنذاك مكامن القوة لديها في أي جانب آخر، سوى مهنة التقديم كمذيعة، والتي تميزت فيها بشكلٍ لافت، ووصلت من خلالها أعلى المراتب، وحصلت على الكثير من الجوائز، ولكن يحدث الموقف الذي يغير توجهاتها، ويعلمها درساً مهماً من دروس الحياة.

«اعمل على نفسك وليس على وظيفتك».

عبارة أخذت دور المنبه في لحظة هادمة، بعد صدمة خذلان استوعبتها تلك الإعلامية حين كُشفت أمامها جميع الأوراق، وبانت النوايا الحقيقية غير المتوقعة من أشخاص ظنت أنها قد تمثل لهم شيئاً لا يعوّض، ومن المحال أن يتم الاستبدال أو الاستغناء عنها بسهولة، ولكنها حين قررت الرحيل، حدث ما لم يكن في الحسبان.

فلقد فتحت لها الأبواب على مصراعيها لترحل، وغابت العبارات الحانية، وتلاشى الانبهار والاهتمام السابق في لحظة، هذا السلوك الذي كان عكس توقعاتها تماماً، لذا، أعادت النظر في مجريات حياتها، وبدأت تستوعب أكثر أنها حتماً ركزت فقط على الجانب الذي يتقنه الجميع، وتغافلت عن نقاط القوة لديها، وإمكاناتها الهائلة التي لها انعكاس إيجابي على نفسها ومجتمعها.

اليوم، كم منا يتجاهل مهاراته الاستثنائية، لأنه منشغل في وظيفة تحكمها القوانين الصارمة التي تقتل الإبداع ولا تناسبه؟ وكم منا يقرر العمل في وظيفة قد تكون منهكة نوعاً ما، ولكنه يجد نفسه فيها، لأنها تطور وتجدد مهاراته باستمرار؟.

تعلمّت، أنه حين تعرف من أنت، وما مهاراتك، وماذا تستطيع أن تقدم وتطور، وإلى أين أنت متجه في حياتك؟، ستتمكن من أن تكون أفضل نسخة من نفسك، وستكون بلا شك شخصية قوية ومؤثرة، غير قابلة للاستبدال أو الاستغناء.