هل أصبحت كلمة «الظروف» حجة البعض في دفن المواهب والتقاعس عن التطوير والاستمرار وتحقيق الأهداف؟ هل هي من تحتّم المصير، وترسم لك خارطة الطريق، إما نجاحاً أو فشلاً؟ أم أنها شماعة يستخدمها البعض عند الإخفاق في تحقيق الأهداف التي كانوا يسعون إلى تحقيقها؟.
الفشل هو الخطوة الأولى نحو مسار النجاح، ولا يعّد نهاية الطريق، بل هو البداية لنجاحات عظيمة.
يذكر أحد الروائيين الموهوبين والمبدعين في مجال التدريب والإلقاء، أنه تم رفض إصدار كتابه ما يقارب 3 مرات، تسرب حينها الاستياء والحزن إلى النفس، ولكنه قرر أن يستجمع ثقته بنفسه، ويؤمن بمواهبه وقدراته، ويبدأ بمراجعة تقييم الإصدار، والسعي إلى تطويره من جديد، والذي ساعده كثيراً على نجاحه في إصدار الكتاب بشكلٍ لافت، وتلتها أربعة كُتب في 3 سنوات.
اليوم نسمع الكثير من التجارب والقصص الملهمة للكثيرين، منهم أول شاعر، وأصغر شيف إماراتية، وأول خطاطة، وأول روائية، وأول رسامة، وأول طبيبة، وغيرهم الكثيرون الذين لهم تجارب ملهمة وبصمة نوعية، لم يسطرها التاريخ، وتصبح أمثلة يحتذى بها من فراغ، ولكن هذه الشخصيات بدأت بسيطة وصغيرة، وبالكاد تذكر، لتصبح اليوم أمثلة يحتذى بها، هل كانت تجاربهم سهلة؟ بلا شك لا، كانت تحتاج الكثير من الاجتهاد والإصرار والمحاولات المستمرة. وهل دفنوا مواهبهم وهي على قيد الحياة؟ حتماً لا، بل استمروا بالمحاولة مراراً وتكراراً، دون السماح لليأس أن يدفن موهبتهم، أو يخيم على عزيمتهم ورغبتهم الملحة في تحقيق النجاح.
إذن، بعض الظروف قد تفرّض عليك أموراً قد لا تتمكن من التعايش معها بسهولة، مثل الوظيفة التي لا ترتقي لمواهبك، أو التخصص الجامعي أو المهني الذي لا يناسبك، ولكن حين تثق بقدراتك ومواهبك، ولا تجعل جلّ احتياجك المعنوي يقع على الناس، تتمكن من تحقيق النجاحات العظيمة واللافتة في سجل حياتك.