حل العام الجديد ضيفاً لطيفاً نستقبله بكل حفاوة، وعاماً مضى نودعه بحب، فقد أسعدنا وجعلنا أكثر نضجاً وإدراكاً، من خلال دروس الحياة المستفادة التي مكنتنا من وضع النقاط على الحروف والتخطيط ووضع الأهداف بشكلٍ أفضل للسنوات القادمة.
أحياناً قد تقتحم بعض الظروف قائمة الأهداف أو ينشر بعض الأفراد أبرز مقاطع النجاح وتحقيقهم للأهداف والإنجازات النوعية على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي في وقتٍ قياسي، فتبدأ مشاعر اليأس والإحباط تتفاقم وتتسلل لا إرادياً إلى نفوس من لم يحالفهم الحظ في السنة الماضية، وتبدأ تلقائياً تغمرهم مشاعر الدونية والبؤس ويخسرون الرضا الداخلي وراحتهم النفسية.
ولكن بالرغم من كل الظروف غير المتوقعة، من الضروري أن يهوّن الشخص على نفسه من غير جلد أو لوم الذات، فعدم تحقيق بعض الأهداف في ذلك الوقت لا يعني أنه شخص فاشل بل هو دليل على عدم وضع خطة عملية ومرنة وواضحة، أو أنه سعى وبذل أقصى الجهود ولكن لم تسعفه الظروف في ذلك الوقت.
اليوم يسعى الأغلبية في وضع أهداف العام الجديد في نهاية كل عام وهم على أتم الاستعداد لتحقيق نجاحات عظيمة ولافتة، ولكن قبل التخطيط لابد من تحديد الأهداف التي تم تحقيقها وتلك التي تعذر تحقيقها في العام الماضي مع ذكر الأسباب لكلٍ منها.
فقد تكون تلك الأهداف غير واقعية أو واجهتك بعض العراقيل والتحديات، من ضمنها تواجدك مع بعض الأشخاص السلبيين والمحبطين، أو لربما كانت تنقصك آنذاك الاستراتيجيات المناسبة التي يمكنها أن توصلك للأهداف المرجوة.
في الختام، هوّن على نفسك ولا تقارنها بالآخرين فتشعر بالضآلة، وحاول أن تتذكر دائماً أن التخطيط له أهمية كبيرة في اختصار الوقت والجهد، كما أنه بإمكانك إضافة الأهداف القديمة نفسها مع تحديد العادات الإيجابية والهادفة التي تعينك على تحقيقها.