شعرت السيدة فجأة بعدم وضوح الرؤية وازدواجيتها بعد ولادتها مباشرة، راودها شعور غريب، وبعض الارتباك، لذا ذهبت إلى طبيبها، وتم تشخيصها، فزادت حيرتها أضعافاً، خصوصاً حين أخبرها الطبيب أن مشكلتها ليست في النظر، لأن فحوصاتها سليمة، لذا طلب منها إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي، وبينت نتيجة الفحوصات آنذاك إصابتها بمرض التصلب اللويحي، الذي استمر ما يقارب 15 سنة، البداية كانت بلا شك مزمنة، ولكنها كانت تتخيل حياتها الوردية، بعد استكمال دراستها الجامعية، وتمكنت من التفوق والسيطرة على المرض بنجاح.

لا يمكن لهذه الدنيا أن تخلو تماماً من الضغوطات، فالإنسان بطبيعته متقلب المزاج والأحوال، فتارة تجده في قمة السعادة والراحة النفسية، وتارة حزيناً، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف تستطيع أن تحافظ على حالتك الإيجابية واستقرارك النفسي؟ خيال الإنسان ونظرته للأمور هي ما تحدد مصيره، فالشخص الذي يغذي عقله دائماً بالأفكار الإيجابية يحقق الكثير من النجاحات، رغم مروره بالكثير من المشاكل والإحباطات، ولكن البعض من الممكن أن يكونوا قد قطعوا شوطاً كبيراً من الإنجازات، ولكن حين عصف بهم تيار الفشل في بعض المواقف، استسلموا للتفكير والتخيل السلبي، فتوقفوا عند ذلك الحد، واكتفوا بما وصلوا إليه.

في علم النفس يعرّف الخيال بأنه القدرة العقلية على تجسيد أحاسيس غير موجودة في أرض الواقع، الذي يعتبر من أهم الأشياء التي تشكل وعي الإنسان، وتزداد تلك القدرة غالباً لدى الأطفال، حيث إنها تشكل جزءاً كبيراً في تطورهم العقلي والعاطفي، لذا يعتمد بعض الأطباء على خيال الأطفال كعلاج من خلال الألعاب للتغلب على مشاكلهم النفسية.

حتماً كل الإنجازات العظيمة تبدأ هناك بعيداً عن الأعين في عقل ذلك الإنسان، الذي يراها كأنها حقيقة وواقع مسلم به، فيؤمن بها القلب إيماناً راسخاً لا يتزعزع، لذا راقب أفكارك وخيالك، لأنها ستحدد في نهاية المطاف مصيرك.