الوقوف على قدميك يمنحك مساحة صغيرة في هذا العالم، لكن الوقوف على مبادئك يمنحك العالم كله.

تقول إحداهن إنها قابلت المدير المساعد الأجنبي في إحدى المؤسسات التدريبية، الذي يبدو عليه أنه ناجح واجتماعي من الطراز الأول، ومهتم بنجاح المتدربين بشكل لافت، لم يخطر ببال أي أحد آنذاك غير الظاهر الإيجابي أو بالأحرى القناع الإيجابي الزائف حتى شعرت تلك السيدة من موقف واحد أن ذلك المدير الأجنبي ليس كما يزعم، فحين انضمت إلى المؤسسة كونها مدربة طلب منها تقديم دورات كثيرة متعلقة بأصحاب الهمم، والتي تعد خارج إطار مجالها وتخصصها، لرغبته في زيادة عدد المشاركين والأرباح.

لقد كان هذا الموقف على وجه الخصوص بمثابة القشة، التي قصمت ظهر البعير، فبلا شك لن تخالف القانون، وتتخلى عن مبادئها السامية لترضي أي أحد.

إذا رضيت فعبّر عن رضاك، ولا تصطنع نصف رضا، وإذا رفضت فعبّر عن رفضك، وبيّن للآخرين أين تقف حدودك؛ لأن نصف الرفض هو حتماً قبول.

للأسف، البعض يحرص على إسعاد الآخرين، ونيل رضاهم على حساب أنفسهم ومصلحتهم الشخصية، فلا يستطيعون ببساطة قول كلمة «لا»، لذا تجدهم في بعض الأحيان يحاولون بشتى الطرق طمس قيمهم وهوياتهم وآرائهم الخاصة، ليشعروا فقط بالانتماء ويكونوا جزءاً من المجموعة، ولكنهم غير مدركين أنهم بذلك قد يخسرون أنفسهم، فيتلاشى تاريخهم برمته، ويخفت بريق سجل نجاحاتهم.

قد تشعر مع إلحاح البعض المستمر بالذنب بشأن الرفض، ولكن تذكر أنه أفضل بكثير من الموافقة على ما يريدون منك فعله بدون قبول حقيقي.

في الواقع لا ضير أن تساعد الآخرين، وتوافقهم الرأي في بعض الأمور، التي تجدها منطقية ومقبولة، بشرط ألا تنسف قيمك ومبادئك، ومن المهم تقييم المواقف بحرص، وبشكل عقلاني من دون فتح الباب على مصراعيه أمام تلاعب واستغلال الآخرين، لتحقيق أهدافهم الخاصة ونواياهم المغرضة.