تقول إحدى السيدات: «كنت أعتقد أن تقديم استقالتي من الوظيفة قد يجعل المسؤولين يتمسكون بي أكثر ويحدثون بعض التغييرات الإيجابية التي تجعلني أعيد النظر في موضوع الاستقالة وأبقى»، لكن حدث عكس ما توقعت تماماً، فقد تمت الموافقة مباشرة على الاستقالة برغم الإنجازات والنجاحات التي حققتها طوال السنوات الماضية التي قضيتها مخلصة ومجتهدة لأبعد الحدود في العمل، هي صدمة غير متوقعة، أي شخص في موقف مماثل يتوقع أن يطلب منه على الأقل توفير الأسباب وإن كان بإمكانهم تقديم مميزات أفضل ليستمر في العمل ولكن ذلك للأسف لم يحدث، لذا أخذتها كتحدٍّ ودخلت مجال ريادة الأعمال.

تقول السيدة إنها حين دخلت في هذا المجال غمرها في البداية الشعور بالخوف وهو بلا شك أمر طبيعي جداً ومفيد في نفس الوقت لأنه يجعلك تتخذ الخطوات اللازمة بحرص، وبالتالي تتجنب قدر الإمكان الوقوع في بعض الأخطاء الكبيرة، وهذا السلوك يجعل لديك سياسة واضحة في الاستعداد الذهني والإعداد العميق قبل اتخاذ أي قرار، وهذا ما يسمى بـ «الخوف الإيجابي» الذي يدفع الشخص إلى تقديم أفضل ما عنده والتأكد من إتمام كل ما هو مطلوبٌ منه بالشكل المناسب.

أما الخوف الذي يعيق الشخص عن الحركة والتقدم وإحداث التغيير الإيجابي في حياته فهو حتماً الخوف السلبي لأنه يسطو عليه ويضعه في سجن الماضي، فيبدأ يتذكر التجارب السابقة والمعاملة السيئة وعدم تقدير جهوده بالرغم من تفانيه في العمل، فيدور في قوقعة الماضي السلبية بدلاً من وضع النقاط على الحروف والتخطيط لتحقيق نتائج أفضل وخوض التجارب الجديدة التي تزيدهُ رفعةً وعلواً.

حاول دائماً ألا تكون أسيراً لتجارب الماضي، لا بد من مواجهة جميع المخاوف التي تمنعك من إحداث التغيير الإيجابي، ولا تتجنب مشاعرك السلبية بل افهمها واعرف أسبابها الحقيقية وستتمكن بذلك من إحداث التغيير الإيجابي المطلوب.