كلنا ننشد الفرح بإصرار، إنه شعور لا يمكننا أن نخترعه أو أن ندعيه. شعور يعرفه المحب في حضرة محبوبه، واللاعب لحظة انتصاره، والمبدع أمام ما صنعت يداه، إنه إحساس يستولي علينا، إنه قوة تهزنا.
ومن أفضل طرق الفرح تقوية الروابط مع الأصدقاء والعائلة، فمن المحتمل أن تكون هذه العلاقات أكثر تجارب الفرح.
انعكاس السعادة على الشخص ومحيطه بشكل إيجابي يساعده على الاستمتاع بالحياة، وبناء علاقات سليمة، ويصبح نقطة جذب للمحيطين به. من المعروف أن الفرح ضروري لصحة الفرد وصحة من حوله، فهو يبعد الخوف الذي يزيل شعوره بالأمان، لكن هل يمكن للإنسان أن يجد لحظات الفرح حتى في الأوقات الصعبة؟
كثير من علماء الاجتماع يعتبرون الفرح صناعة، فهو يحتاج إلى مهارة وملكات نفسية واجتماعية يستطيع الإنسان من خلالها تعطيل المساحة السوداء من حياته، فيطمئن إلى المساحة البيضاء من السعادة والتفاؤل، ليعقد الصلح مع الذات ويحقق السلام الداخلي والأسري، ويعتبر هذا أحد مفاهيم الذكاء العاطفي.
كذلك لابد من تعويد النفس على «التغافل الذكي»، فليس كل أمر يستحق الوقوف عنده حتى لا يتشتت تركيزنا على الفرح، لأن كثيراً من المحن تحمل في طياتها كثيراً من المنح، والإنسان الذكي هو الذي يستطيع أن يقتنص المنح من المحن.
إليكم نظرية أطلقت عليها «رباعية السعادة»، إن تحققت، يستطيع الإنسان العيش بسلام نفسي واجتماعي، ويستطيع من خلالها تحقيق أهدافه وإشاعة السعادة بين أفراد أسرته.
وتتمثل هذه الرباعية في تحقيق؛ الحرية المالية، والبيئة الآمنة، والصحة الجيدة، وحرية الوقت. هكذا هي الحياة فيها لحظات الفرح والحزن وهما متلازمتان بحياة الإنسان، وهما وجهان لعملة واحدة، ولكن يجب أن نعي وندرك، كما أن هناك لحظات حزن هناك لحظات فرح. كل فرح للحياة، كل اندماج في الوجود حتى إن كان عابراً له طابع كوني.