في يوم من الأيام لم تكن تعرف معنى الصداقة الحقيقية إلا معها، فلم تكن علاقة الصداقة تلك عابرة بل هي أخوة رائعة لم ولن تتكرر في زمانها، لأنها ليست أخت بالدم ولكنها حتماً أخت بالقلب والروح، تدرج علاقتهما الاستثنائية من ندرتها وعظمتها وجمالها في المجلدات النادرة.

وتمر الأيام وتدور آلة الزمن وتمضي بعدها السنوات متسارعة وما زالت متمسكة بهذه العلاقة رغم كل الظروف والضغوط ورغم إصابتها بالمرض الذي زاد من تدهور حالتها الصحية والنفسية. ولكن طبيعة الحياة مبنية على تبدل الفصول وتبدل الظروف والأحداث وأيضاً النفوس فمن كان جزءاً لا يتجزأ من حياتها أصبح اليوم للأسف الجزء المفقود في لوحة حياتها.

كيف بإمكاننا أن نملأ الجزء المفقود، ونحافظ على صداقاتنا ونجعلها مستمرة؟

أولاً، قد تحدث معركة كبيرة بينك وبين صديقك ولكن هذا لا يعني نهاية الصداقة، فالعلاقة القوية تجعلك أكثر تسامحاً وتقبلاً لأعذارهم. وثانياً، اتخذ زمام المبادرة لتعزيز الصداقة والمحافظة على توازنها، فإذا كنا دائماً بانتظار الآخر فستنتظر طويلاً. وأما ثالثاً فعبر عن مشاعرك فمن المهم والجيد أن يشعر صديقك بأنه مهم بالنسبة لك، وأنك تهتم بجميع الأوقات التي تقضيها معه.

ورابعاً تقبل صديقك كما هو رغم اختلاف الخيارات والآراء، فالصداقات تبنى أيضاً على الاختلاف، وخامساً كن عقلانياً في توقعاتك، لا تنتظر الكثير منهم وامنحهم الفرص ليبقوا معك ويساندوك في أصعب وأشد الظروف لأن توقع ردود فعل مثالية، يعزز لديك الشعور بعدم الرضا.

وختاماً، كن مشرقاً ولا تذبل بسبب علاقاتك التي استنزفت لفترة طويلة الكثير من طاقتك، فأنت الذي اعتاد الجميع على رؤيتك في قمة نجاحك وتألقك رغم كل الظروف، كن طاقة إيجابية وشعلة أمل وسنداً لمن لا سند له، احرص على أن تكون فأل خير، وستكون روحك مشعة ومطمئنة وراضية.