كانت إحدى الأمهات حريصة كل الحرص على وضع خطة دراسية بشكلٍ منتظم لمتابعة ابنتها البكر باستمرار، كانت هينة ولينة في تربيتها وفي نفس الوقت حازمة تحسن التصرف وتعالج الأمور دائماً بحكمة، ولا تترك الحبل على الغارب وتهمل ابنتها إذا زادت عليها ضغوطات الحياة، بل كانت تصبح المعلمة إذا تطلب الأمر ذلك، والصديقة المقربة لابنتها تنصت لها بحرص في جميع المواقف وتوجهها إلى المسار الصحيح وتواكب حاجة سوق العمل لتطورات التكنولوجيا الحديثة.

اليوم في ظل التطور المتسارع ألغت التكنولوجيا بعض المهن واستحدثت مهناً أخرى جديدة في سوق العمل، الذي سيؤدي إلى ارتفاع نسبة الأبناء في المستقبل ممن سينتهي بهم الحال في وظائف جديدة قليلة الانتشار والإقبال في الوقت الحالي ولكن ستكون في تزايد مستمر مستقبلاً، وعلى الأجيال أن يكونوا مستعدين وجاهزين لهذه الوظائف.

لذا لنتمكن من إعداد الأبناء ليكونوا على أتم الاستعداد لوظائف المستقبل لابد من إتقانهم «التعلم الذاتي» من خلال البحث والاكتشاف الذي يعزز قدراتهم على حل المشكلات وتنمية السلوك الإيجابي تجاه التعلم وتجربة أفكارهم بإبداع ابتداءً من مرحلة الطفولة المبكرة، حتى يتمكنوا من مواكبة التطور المتسارع في ميادين المعرفة وتطبيقاتها كلما تقدموا في السن.

بالإضافة إلى «تنمية الفضول» لدى الطفل، الذي يحدث بدافع فطرتهم وشغفهم للمعرفة والتعلم لديه من خلال عدم إيقاف الفضول الطبيعي لديه والسماح له بالتعبير عن كل ما يحبه ويرغب به بطريقته الخاصة، وبذلك سيستكشف الأمور التي تستهويه فتنمي مهاراته وشغفه وتوسع مداركه ليكون سبباً مهماً من أسباب النجاح والتعلم في وظائف المستقبل.

تطوير القيادة الفعالة، وتعلم البرمجة، هما أيضاً من الصفات والمهارات الضرورية التي لابد أن يتمكن منها الطفل فهي تزرع الثقة في النفس وتشعره بالأهمية في محيطه وتجعله جاهزاً ضامناً مستقبلاً مهنياً أكثر نجاحاً وتطوراً.