أشرقت الأيام الروحانية بنور ربها،  فمن أدركها يستشعر تلك النعمة التي يفتقدها غيره من البشر،  فقد يعيش في أيام حالكة مرارتها حطمت فيه الشعور بما يدرو حوله، وقد رحل عنها من كان يعيش تفاصيلها وتجهيزاتها ويعمر الأرض بالخير والبركة، عندما تتحول حياتك فجأة إلى مسار آخر مظلم أجبر  على المضي فيه دون اللذة والشعور بالأحداث، سوى مجاملات يقدمها ليساير الحياة ولو قلبه إنغلق عن كل فرح، عندها ندرك أن الحياة مزيج من ألوان لابد أن تمر على كل البشر  ليقوي العزم بالتخطي والتجاوز، هكذا هيه الأقدار الإيمان بها ركن من أركان الإيمان، والرضا بها من موجبات التخطي، ففي هذه الأيام  نفحات نستشعرها لمواجهة القادم من الأيام، فعش كل لحظة بعمقها  وكن على واجباتك في الحياة قائمة مرتبة تسلسلها من الأهم للمهم، أيام معدودات لا تستهين بأي لحظة فيها، وكأنك تبذر أعمالك في أرض هيئتها وجهزتها  لتجني حصادها وثمارها في نهاية هذا الشهر،  فلتكن حديقتك الروحانية الايمانية بروائح مسك العبادة،  وعطر الإيمان النابع من رحيق قلبك،  تسير في دروبها  المضاءة بمصابيح قوتها بقوة الصلة بالله،  شروق أمانيك فيها بقدر ما هللت بالتسبيح قبل طلوع الشمس وقبل الغروب،  بقدر ما ركعت في جوف الليل الذي لا تخطي سهامه فألح بالدعاء، بقدر ما مسحت دمعة يتيم ومسكين، وأشفقت على من ترمل قلبة وكل خاطر مكسور جبرته، هذه الأيام فواصل ومحطات من الحياة نستريح فيها من عناء الرحلة،  نغتسل من أدران عالقة ونستنير من ظلمة أفقدتنا الصواب، نشرب من نهر نتسابق عليه قبل أن ينضب لنرتوي منه بعد ظمأ وحرارة صحراء قاحلة جرداء في بعض جوانبها، أنهل من كتاب ربك أبجديات وآيات وتلاوات وبراهين ودلائل وعقيدة لا تميل عنها حتى لا تتوه في مطبات الحياة، ارفع شأنك وقدرك فأنت تحدد منزلتك في درجات  السلم التي ترتقي عليها في ثلاثين يوما، لكل يوم بطاقة حكمة تسير على نهجها وقد تخط بقية الحكم بإلهامك، أبدا خطواتك فالعمر يمضي بك رقما فأمضي به أنت  أثرا خالدا .