الصوت الداخلي إحساس الإنسان وشعوره الخاص الذي يحدثه قلبه فيه حين يخلو بنفسه،

كم عدد المرات التي وصلت إليك رسالة مستفزة فشعرت برغبة داخلية قوية في ضرورة الرد؟ وكم عدد اللحظات التي أشعلت كلمة عابرة نيران الغضب في داخلك ولم يهنأ لك بال حتى صوبت كلماتك السلبية كالرصاص من دون أن تفكر، وفي أحيان أخرى شعرت بالغضب مما سمعته أو قرأته ولم تتمكن من كظم الغيظ في داخلك ثم شعرت كأنها حربٌ داخلية لا يعلم بها أحدٌ سواك؟

أساساً نحن نتحدث ونستمع لأنفسنا طوال الوقت ولذا ما نقوله ونردده باستمرار يمكن أن يكون له أثرٌ سلبي في نفسيتنا وصحتنا العقلية، فالكلمات التي تحدِث بها نفسك حين يثني عليك أحدهم قد تتقبلها وتأخذها برحابة صدر وتشعر بالامتنان، أو ستذهب أدراج الرياح فتتجاهلها لاحتسابك لها مجاملة كاذبة لا أكثر.

إذاً لتتمكن من تقبل جميع الملاحظات وتشعر بشكلٍ أفضل، بإمكانك إعادة برمجة ذلك الصوت الداخلي الذي يجول في رأسك، فلقد أوصى أحد علماء النفس بأهمية استخدام الجمل الإيجابية التي تتعارض مع الاعتقاد السلبي فور بروزها، وحين تشعر بمشاعر سلبية في مكانٍ ما مثلاً مكتبك أو غرفتك أو أي موقع آخر، حاول أن تبتعد أو تغير ذلك المكان أو تعيد تصميمه بالتصميمات التي تعجبك لتتخلص من المشاعر السلبية، كما أن الوجود في الطبيعة يحول انتباهك تلقائياً إلى المناظر الإيجابية ويبعد تفكيرك السلبي تماماً إلى عالمٍ أجمل بعيداً كل البعد عن الأفكار السلبية التي تسيطر على كل تفصيلات حياتك، وبلا شك فإن الأصحاب الإيجابيين أيضاً لهم بالغ الأثر في إمكان السيطرة على الناقد الداخلي الذي يدمر معنوياتك وثقتك بنفسك، وحاول أن تحيط نفسك بأشخاص يمكنهم مساعدتك على تعزيز حوارك الداخلي، وتأكد من أنه حين تتحدى الأفكار السلبية وتعيد صوغها تتمكن من الشعور بالسعادة والثقة بالنفس والرضا عن حياتك.