ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى دوماً مغروسة في ذاكرتي، وهي «كوني يا عزيزتي كما أنتِ بكلماتكِ العطرة وأسلوبكِ الجميل، وتذكري دائماً هذه الكلمات لسانك حصانك إن صنته صانك»»، هذه السيدة كانت تشغل منصب السكرتارية في إحدى المؤسسات الخاصة التي عملتُ بها بعد التخرج في المدرسة بغرض التدريب والاحتكاك بسوق العمل للانشغال بتطوير المهارات الاجتماعية، واستغلال الوقت بشكل إيجابي قبل الولوج إلى الحرم الجامعي.
في الواقع ظلت كلمات هذه السيدة تتردد في ذهني إلى اليوم؛ لأنني استوعبت في ذلك الوقت كيف لكلماتك الإيجابية والصادقة أجمل الأثر في نفوس الآخرين التي بلا شك تقرّب المسافات وتزيد من قبول واحترام الآخرين لك بالرغم من سطحية بعض العلاقات.
بلا أدنى شك، أسلوبك مع الآخرين إما أن يأسر القلوب ويقربها منك أو يتسبب في النفور والابتعاد عنك، الأسلوب الجميل واستخدام الكلمات الموزونة والحانية حتماً لها أثر السحر الإيجابي ودور كبير في نجاح أغلب علاقاتك الاجتماعية، كما أنها تساعدك على تخطي أصعب الظروف وأشد المواقف مع الآخرين. أما من يقول هذه شخصيتي وهذا هو أسلوبي، ولا بد من أن يتقبلني الآخرون كما أنا، فسيعيش بلا شك وحيداً منبوذاً ولن يتذكره أحد؛ لأنه لم يرسم صورة جميلة تترسخ في ذاكرة المقربين أو حتى الغرباء على مر السنين.
تأكد أنه ما يجعل البعض يقعون في مستنقع الخطأ ويتبِعون الأسلوب المسيء مع الناس هو الاستعجال في الرد، والتعليق من دون إعطاء النفس مهلة للتفكير الواعي والمنظم، ولا حتى الاجتهاد في ترتيب الأفكار بتأنٍّ قبل الكلام، لذا من المهم أن تتبع القاعدة الذهبية وهي «استمع، فكّر، تحدّث»، التي ستجعلك أكثر استيعاباً للكلمات التي تتلفظ بها وتمكّنك من قياس الأثر ومدى فاعليتها على المتلقي فتتلفظ تلقائياً بأجمل الكلمات التي تأسر القلوب.