يعتبر مفهوم الثقافة من أكثر المفاهيم جدلية، حيث وضع العلماء تعريفات متعدّدة، وكان أهم ما ترتكز عليه هذه التعريفات أن الثقافة هي محصلة القوانين والأعراف التي تحكم مجتمعاً معيّناً.

ولعل أهم ما يميز ثقافة مجتمع ما، أنها تنتقل من جيل إلى جيل، ليس بالمفهوم البيولوجي وإنما بالتلقين، والتربية من خلال المؤسسات المجتمعية التي يتعرض لها الفرد منذ ولادته، كالأسرة، والمدرسة، والجامعات، والمساجد.

يمكن لوسائل الإعلام أن تؤثر على ثقافة المجتمع السائدة، فهي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية للأفراد، كما أن للثقافة تأثيراً كبيراً على وسائل الإعلام، حيث إن تطورها المتسارع والمتزايد، وظهور وسائل إعلام جديدة يعد نتيجة الاحتياجات الثقافية المختلفة، ونتيجة تنوع الثقافات التي أسهمت في نشر الأفكار، فثقافة العلوم والتكنولوجيا تعد عاملاً مهماً في تطوير وسائل الإعلام المستخدمة، وفي المقابل يمتلك التطور السريع لهذه الوسائل تأثيراً كبيراً على طرق التواصل وتبادل الثقافات بين البشر، كما أدى التطور السريع لوسائل الإعلام إلى تراجع الثقافات التقليدية، فتوفر الكتب والمعلومات بشكل إلكتروني، أدى إلى تقليل عدد الأشخاص الذي يرتادون المكتبات.

وسائل الإعلام المختلفة سواء كانت المسموعة أو المقروءة أو المرئية إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي عليها تسخير التكنولوجيا من أجل ابتكار أفكار جديدة تسهم في عملية الترويج للمنتج الثقافي بشكل يتماشى مع نهضة العالم الحضارية والإبداعية.

بالرغم من أهمية دراسة التأثير الثقافي لوسائل الإعلام خاصة التلفزيون فإن هناك مؤشرات على أن العالم يتجه نحو عملية تغيير ثقافي واجتماعي من أهم تجلياتها البحث عن أفكار جديدة تختلف عن تلك التي سادت خلال القرون السابقة، فهناك الكثير من نذر الخطر لا بد أن ندرسها بعمق لأنها تهدد صناعة الإعلام والثقافة. لقد أصبح العالم بحاجة لثورة إعلامية وثقافية جديدة تعيد للإنسان احترامه وتقديره لنفسه، وديننا الحنيف هو الذي يمكن أن يقود هذه الثورة خلال هذا العقد.