أحياناً تكون في أصعب الظروف وأسوأ حالاتك، فتلتفت وتجد شخصاً يبتسم ابتسامة صادقة، فينعكس أثرها الإيجابي وينتقل إليك مباشرةً، حتى ولو لم تكن تعرفه حق المعرفة، ولكنها اخترقت شغاف القلب وكانت باختصار صادقة وغير مصطنعة ونابعة من القلب، وأحياناً أخرى تجد غريباً متجهماً يائساً ومتشائماً لا يجد في الحياة وميضَ أمل، كارهاً نفسه وجميع من حوله لا يعاملهم بلطف وإحسان، فتنفر منه وتشعر بطاقته السلبية التي تسحبك عنوةً إلى قاع الحزن والإحباط أو الاضطراب النفسي.
تقول إحدى السيدات إنها خرجت من بيتها يوماً وهي في قمة الأسى والحسرة على حالها وحياتها التعِسة؛ بسبب زوجها وأهله الذين يعاملونها بقسوة وازدراء، بسبب اختلاف ديانتها عنهم، أوليس الدين المعاملة والكلمة الطيبة؟ لم تستوعب أسلوبهم السلبي آنذاك الذي انعكس أيضاً على أبنائها، حيث صار تعاملهم معها أيضاً قاسياً وفظاً جداً لأبعد الحدود.
ولكن حين التقت بسيدة في إحدى الدورات التدريبية ورأت ابتسامتها العفوية والجميلة التي لا تفارقها وتعاملها الذي يغمرهُ الرقي والجمال، استوعبت حينها أن الحياة فعلاً لا تخلو من الناس الطيبين، حتماً كان لتلك الابتسامة مفعول السحر، حيث لم تفارق مخيلتها أبداً وكانت هي الضماد المداوي للجروح والألم الذي تجرعته للأسف من أقرب الناس إليها.
الحياة اليوم مليئة بالصعوبات والضغوطات، سواء على الصعيد العملي أو الشخصي، والتي يصارعها البعض باستمرار في صمت بعيداً عن الأعين، لذا تجد الكثير من الناس تعالجهم الابتسامة النقية وتغير من نظرتهم للحياة نحو الأفضل.
الابتسامة بلا شك تصفي القلوب من الغّل، وتبعث الفرح والطمأنينة في النفوس، تلك الابتسامة البسيطة التي قد يراها البعض مبالغة أو غير ضرورية قد تكون هي المنجية للكثيرين الذين تعثروا في منتصف الطريق، الابتسامة سرّ آسر؛ لذا ابتسم فالتبسم في وجوه البشر لا يكلفك شيئاً.