كانت تشعر في كثير من الأحيان أن ومضة الحماس التي حافظت عليها لسنوات طويلة لم تعد مشتعلة كسابق عهدها، ولا حتى الإرادة الصلبة والطموح اللذين كانت تمتلكهما وتعتبرهما كالوقود، الذي يساعدها على إبقاء شعلة الشغف والنجاح مستمرة ومتجددة، وذلك بسبب أفكارها السلبية، التي أصبحت تعيد تلوين جميع الصور الجميلة لعلاقاتها وإنجازاتها ونجاحاتها اللافتة، وتجعلها تبدو باهتة. وبالتالي بدأت أفكارها تلك تشكك حتى في فكرة أنها فعلاً إنسانة ناجحة، ولديها أهداف ذكية لطالما كانت تسعى دائماً لتحقيقها لكي تصبح أفضل نسخة من نفسها، فهل يمكن للأفكار السلبية أن تعطلك، وهل من الممكن أن يكون الشخص نفسه هو أكبر عدو لذاته؟

ما قد يجهله البعض أن العقل ذكي جداً، لأنه يحتاج منك فقط إلى الأدلة والبراهين على نجاحك وذكائك في بعض المواقف، ليعطيك الأمان والثقة أنك بلا شك إنسان ناجح، ولا يهدد مسارك في الحياة أي شيء، ولكن إذا أدخلت الشك في قدراتك وحمّلت نفسك أعباء نفسية من التفكير السلبي والمحبط، الذي يتجاوز طاقتك، ستتسبب حتماً في جروح عميقة تجعلك عالقاً في مكانك، ويصعب عليك اتخاذ أي خطوة للتقدم نحو الأمام.

فكم مرة اتصلت بأحد الأصدقاء عدة مرات، ولم يجب على اتصالك، وشعرت لوهلة بالحيرة، ثم رسم عقلك أحداثاً غير واقعية في ذهنك، تتمحور حول بعض الأسباب، التي تتضمن التجاهل أو أنك شخص غير مهم، ويزداد توترك وتزداد تلك الأفكار السلبية تدريجياً في وعاء خوفك وحيرتك من الموقف، ثم تتلقى اتصالاً يزيل غيمة الحيرة والشك حين يتصل معتذراً، لأنه حدث معه أمر طارئ، ولم يتمكن من استقبال مكالمتك.

حاول باستمرار أن تختار أفكارك، ولا تسمح لها باختيارك، وتجنب تصديق أي فكرة سلبية تتسرب إلى ذهنك، وحوّلها إلى فكرة أكثر إيجابية، وكن على ثقة بأنك محبوب، وأفضل وأعز صديق لذاتك، التي تستحق كل الحب والرعاية والاهتمام.