كان يتردد على مسمعها باستمرار «جمالكِ الداخلي لازال باقياً لم يتغير»، ولكن هل ظروف الحياة المتقلبة والانكسار أو الضغوطات وغيرها من الأمور التي قد يتعرض لها بعض الأفراد، من الممكن أن تبقيه على نفس الحال والشعور؟
أم أنها كفيلة أن تجعل الشخص مختلفاً بعض الشيء في تعامله مع الناس وشخصيته وحتى توجهاته في الحياة، وهل تدوم بعض العلاقات التي نحبها ولا نستطيع التخلي أو الابتعاد عنها؟ أم أن دوام الحال والأمور كسابق عهدها في الحياة بلا شك من المحال.
أحياناً قد تلقى أحد الأشخاص وتشعر تلقائياً أنه بالفعل محبوب وبداخله منبع من الطيبة والرقي بالرغم من أنه أول لقاء معه، وأشخاص آخرون تشعر معهم بطاقة سلبية منفِرة ولا تستحمل الاسترسال معهم في الكلام ولا حتى لدقيقة واحدة. بلا شك الحياة لا تخلو من الصعوبات والمشاكل، ولكن الشخص الاستثنائي والمميز هو من يبقى ذكراه الطيب يُحييه على مر الزمان، لأنه جعل عمله الصالح وأخلاقه وسماته الجميلة والعطِرة تتحدث عنه في غيابه.
هناك الكثير من الشخصيات الجميلة واللافتة على مر الزمان التي رسمت الابتسامة على وجوهنا بالرغم من أن حياتها لم تكن وردية كما كنا نظن ونزعم. ولكنها كانت حريصة أن تنشر عبق الحب وتردد الكلمات المتناغمة والجميلة على مسامع الآخرين، لذا كسبت القلوب وذاع صيتها وانتشر ذكراها الطيب بين الناس لسنواتٍ طويلة.
كن متيقناً، أن النفس الطيبة قد تتعرض لبعض التقلبات في الحياة وتيارات من الحزن والألم بسبب بعض الظروف الطارئة التي قد تكون في بعض الأحيان خارجة عن السيطرة فنحن في الأخير بشر، ولكن هذه الأنفس لن تجعلك تتجرع الألم والشعور بالدونية عن قصد ولن تؤذيك وتذيقك طعم الحزن والأسى مهما حصل، وسيظل ذكراها الطيب باقياً إلى الأبد.