منتجات الأجداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل من يزور إحدى العواصم الأوروبية مثل روما أو باريس، أو غيرهما، سيلاحظ بعض المنتجات التي تم صناعتها يدوياً معروضة للبيع في أكشاك خشبية وفق هندسة جميلة تراثية تعكس اهتمامهم بهذا القديم.

وأنا أتحدث هنا عن دول أوروبية سابقة في مضمار الحضارة لكثير من دول العالم، ورغم هذا أخذت على عاتقها الترويج لمنتجات كانت تصنع منذ مئات السنين يدوياً. عندما طرحت هذا الموضوع على مجموعة من الصديقات وكان بينهن أكاديميات ومسؤولات لهن خبرة في التسويق، وكثيراً منهن زرن عواصم عالمية كثيرة، اتفقت أفكارنا ورؤيتنا على أهمية الدعم لمثل هذا الاستثمار.

إحدى الصديقات سردت قصة وقعت لها في عاصمة أوروبية عندما دخلت لمتجر صغير ممتلئ بالمنتجات الفخارية والخشبية والتي صنعت يدوياً، فسألت صاحبة المتجر وكانت سيدة كبيرة في السن، هل تحقق مكاسب؟ فقالت، نعم. فسألتها صديقتي إن متجرك يقع في مكان تجاري ضخم ومؤكد أن الإيجار يرهقك ويذهب بالأرباح، فإجابتها، إنها تدفع إيجاراً رمزياً فقط لأن المركز التجاري يؤجرها بسعر منخفض.

الحكومة في هذا البلد، أسهمت بطريقة غير مباشرة في دعم الصناعات اليدوية، ووضعت قوانين لتخفيض الضرائب أو الخصم وفق نسبة محددة عند دعمها لبعض المتاجر، التي من خلالها في الحقيقة يتم دعم أسر كثيرة. ويتم منع صناعات قديمة من الاندثار والضياع.

أعتقد أننا في أمس الحاجة لمثل هذا الدعم لصناعات الآباء والأجداد، وفتح محال تجارية في كبرى المراكز التجارية، وفي المواقع السياحية، والترويج للمنتجات التي تتم صناعتها يدوياً وهي من صميم تراثنا. لا نريد أن نشاهد الأسر المنتجة أو الصناعات القديمة فقط في المناسبات التراثية التي تستمر لأوقات محددة من العام، بل نريد أن تكون محال تجارية معنية بمنتجات الأجداد وبالأخص أن السياح الذين يتوافدون ويصلون إلى بلادنا سنوياً هم بالملايين، نريد للسياح أن يتعرفوا على تراثنا القديم وأنه جزء من حياتنا حتى اليوم.

Email