قوة التركيز وجودة الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر التركيز واحداً من أهم متطلبات العمل ويمكننا أن نطبق مفردة التركيز على أمورنا الحياتية والاجتماعات بل والتركيز على الواجبات والمسؤوليات الخاصة بالعائلة والمجتمع من حولنا فكم مرة نسمع مفردة: ركز معي؟ أو ركز في عملك؟ أو نسمع من يقول: «يجب التركيز أثناء قيادة السيارة». فما هو المعنى لهذه المفردة؟

غني عن القول إن لها معاني عدة حسب المجال العلمي، على سبيل المثال عندما يتم إطلاق هذه المفردة من الاقتصاديين فلها معنى آخر، وهو تركيز رأس المال بمعنى عدم تشتت رأس المال، أو تركيز السوق، وتعني مدى تواجد العملاء الحاليّين أو المحتملين في منطقة سوق معيّنة. لكن معناها اللغوي لعله هو الأنسب والذي نريد الوصول له، فإذا قيل تركيز الرمح في الأرض، فهذا يعني إثباته وغرزه.

وبالمثل عندما يقال يفكر بتركيز، أي يجعل تفكيره مثبتاً حول قضية محددة. من هذه الجزئية كانت عملية التركيز في الأعمال والوظائف، وتنميتها من خلال دروس يتم تلقينها وتعليمها لتوفير بيئة عمل منتجة، لذا سعى المختصون في تنمية الموارد البشرية لاستخدام هذه المفردة للدلالة على أهمية العمل والإنتاجية دون أخطاء أو تلافي أي أخطاء محتملة، من أهم الدروس التي تم نشرها عن أهمية التركيز ما ذكرته مؤلفة كتاب «التشتت» ماغي جاكسون:

عندما قالت: «إن البشر مبرمجون بيولوجياً أن يولوا اهتماماً للمحفزات الجديدة، لذا علينا التخفيف من المؤثرات، كالقيام بإغلاق النوافذ الزائدة في جهاز الكمبيوتر، ووضع الأوراق غير الضرورية في درج المكتب، وأهم شيء حماية نفسك من توتر الآخرين». أما لبناء تركيز قوي أمام المهام المتعددة، فتناولته كريستين هوليوم، مؤلفة كتاب «قوة البطء»: حيث قالت: «خصص وقتاً، ولو كان مجرد خمس دقائق للتعامل مع مهمة صعبة عقلياً». هذا الجانب حيوي ومهم وهو التركيز في تعاملنا وعلاقاتنا الاجتماعية ومحاولة فهم الآخرين.

Email