«الكمال لا يجعلك تشعر بالكمال، بل يجعلك تشعر بعدم الكفاية».. ماريا شرايفر.
يسعى بعض الأشخاص لتحقيق المثالية ويشعرون بالدونية والنقص في حالات الفشل بسبب إحدى مطبات الحياة الطارئة التي تكون أحياناً خارجة عن السيطرة، ولكنها بطريقة أو بأخرى تسببت في خفوت البريق الذي يرجونه. لذلك تلاحظ أن آراء وكلمات الناس سواء كانت إيجابية أو سلبية كفيلة أن تحدد مدى سعادتهم ورضاهم الداخلي أو شعورهم بالسلبية التي قد تحيل الحياة إلى سجن لا يطاق.
في الواقع، هناك أفكار ومعتقدات مغلوطة من المحتمل أن تكون قد نقلت من الآباء إلى الأبناء منذ الصغر لتصبح في الكبر جزءاً لا يتجزأ من شخصيتهم، ومن هذه المعتقدات أنه لا بد من أن تظهر دائماً في أكمل وأجمل صورة حتى تتمكن من نشر القبول وكسب المحبة والاحترام، والحقيقة هي أننا بشر ولسنا روبوتات، فالتقلبات وتغير الأحوال يعتبران أمراً حتمياً حسب ظروف الحياة وحالتنا الصحية أو النفسية.
إن ضرورة أن يكون المرء مثالياً ودائماً في المقدمة، هي فكرة مجهدة وأصبحت تجتاح حياة بعض الصغار والكبار، ولعل الكثير من المشكلات والصعوبات التي نواجهها اليوم ما هي إلا توابع السعي المستمر وراء الكمال والنظر إلى الحياة من جانب واحد، فالطالب المتميز قد يصل إلى مرحلة يكره فيها الدراسة لأنه يشعر بالحرمان من أن يمارس حياته ببراءة الصغار، فهو مطالب بالمذاكرة المستمرة حتى في أوقات الراحة.
والموظف المثالي يفقد عنصراً مهماً وهو التواصل الفعال مع الزملاء، لأنه يسعى إلى إتمام مهام العمل على أكمل وجه ويحرص على تجنب الخطأ لذا تضيع الفرص من أمامه.
تذكّر دائماً أن الاجتهاد مطلوب، أما المثالية المبالغ فيها فهي معيقة، اجتهد وحاول أن تقنع نفسك دائماً بأن النجاح يكمن في بذل الجهود وهو في متناول يدك وليس في تحقيق النتائج التي هي خارج إرادتك.