تصور أنك في عام 2045 وطفلك البالغ من العمر 3 سنوات يبلغ عمره الآن 24 عاماً، ولقد تميز وتخرج من الجامعة ويبحث اليوم عن وظيفة تتناسب مع مهاراته الأساسية، فما هي المهارات التي سيحتاج إليها، والتي ستفتح له أبواباً شتى من الفرص التي ستمكّنه من الولوج في بيئة العمل والنجاح فيها؟
وفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2016، فإن 65% من الوظائف قد لا تكون معروفة للكثيرين، ولكن من الممكن التعرف على المهارات المطلوبة وتمكين أطفالنا للتعامل مع التغيرات المستمرة في سوق العمل.
بعض هذه المهارات هي مهارة حل المشكلات، ففي بيئة عمل مليئة بالتحديات سيحتاج الطفل إلى إتقان مهارة تحديد المشكلة التي تواجهه والتمكن من تحليلها وإيجاد الحلول المناسبة لها، ولابد من صقل هذه المهارة ابتداءً من المرحلة العمرية المبكرة وذلك من خلال حل الألغاز واستخدام الألعاب التفاعلية مثل LEGO وMinecraft التي بإمكانها مساعدة الأطفال على إتقان مهارة حل أية مشكلة بطريقة فعالة.
إضافة إلى مهارة التعاون والعمل الجماعي، فلقد أصبحت هذه المهارة في غاية الأهمية سواء في مقاعد الدراسة أو بيئة العمل، لذا يتطلب من الطفل إتقانها منذ الصغر وإدراك أن نجاح المجموعة أو الفريق في بيئة العمل هو نجاحه الشخصي أيضاً.
كما أن تعلم الأبناء للمهارات الرقمية في العصر الذي نعيشه حالياً ومستقبلاً سيحتاج إلى معرفة قوية ومفصلة للأجهزة الرقمية وتطبيقات الإنترنت، وسيمكن فهم واستيعاب أساسيات البرمجة ومعالجة البيانات وتحليلها الأبناء من التنقل بيّسر في سوق العمل، لأنه سيصبح قائماً بشكلٍ أساسي على التكنولوجيا والابتكار.
مستقبل عالمنا برمته اليوم متروك للشباب والأجيال القادمة، لذلك لابد من تحديد جميع الإجراءات اللازمة وتعليم الأطفال منذ الصغر مهارة الحفاظ على البيئة وتوفير أهم الفرص لتوعيتهم وإشراكهم في قضايا العالم الحقيقية التي تتخطى جدران الفصول الدراسية.