مباركة هي العشر الأواخر من رمضان، فهي لا تشبه ما قبلها ولا ما بعدها، فيها تتضاعف الأجور وتتنزل الرحمات غيثاً على القلوب المتعطشة، تحمل فرصاً عظيمة وبدايات جديدة، حيث تعتق فيها الرقاب من النار، وذلك وعد رب العزة لنا، وفيها نجدد النية، ونُضاعف الجهد في الطاعات كالقيام وقراءة القرآن والدعاء والصدقة، فمن أحيا هذه الليالي ربح الدنيا والآخرة، ومن فاتته فقد فاته خيرٌ عظيم.
العشر الأواخر ليست مجرد أيام نختتم فيها شهر الصيام، وإنما تكمن فيها أعظم ليلة في السنة، ليلةٌ نزل فيها القرآن، واصطفاها الله من بين الليالي، فكانت «خيراً من ألف شهر»، أي أكثر أجراً من عبادة 83 سنة! عدد الملائكة في الأرض في هذه الليلة أكثر من عدد الحصى، في هذه الليلة تُطوى صحائف عام مضى، وتُفتح أخرى جديدة لمن أراد التجديد مع الله، إنها ليلة القدر، ليلة السكينة، سلامٌ هي حتى مطلع الفجر.
لا أحد منا يعرف موعدها وندعو الله عز وتعالى أن ندركها، لما تحمله لنا من خير، ففي الحديث أن رسول الله : «خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: «إني خرجت لأخبركم بليلة القدر وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس».
أي في العشر الأواخر من رمضان والأوتار أرجى أن تكون فيها ليلة القدر، لذلك نجتهد في كل ليلة وكأنها هي. قال النبي: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه». وعن عائشة رضي الله عنها، أنها سألت النبي: «يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ماذا أقول فيها؟». قال: «قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو، فاعفُ عني».
مسار:
العشر الأواخر من رمضان فرصة عظيمة وأجر كبير؛ فاجتهد فيها كلها ولا تضيعها.