نبدأ بالكتاب.. ونرتقي بالفكر

في كل كتاب تقرأه، تولد نسخة جديدة منك؛ فالكتب تترك أثراً في أرواحنا، وتحوّلنا إلى أشخاص أكثر فهماً واتزاناً ومعرفة.

ويأتي اليوم معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ43، الذي يُعقد في شهر نوفمبر في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار «هكذا نبدأ»، ليكون حدثاً مهماً واستثنائياً للكتّاب والمؤلفين والشباب والأطفال وغيرهم الكثير. هذا المعرض ليس مجرد تجمع ثقافي سنوي وحسب، بل هو منصة تهدف إلى دعم وتطوير مسيرتهم الأدبية، وبناء جسور ثقافية بين مختلف المشاركين والزوار المهتمين بالأدب.

يوفر المعرض جسوراً للتواصل الثقافي بين الثقافات المختلفة، حيث يلتقي الناس لتبادل التجارب والأفكار، فيصبح المعرض أكثر من مجرد حدث سنوي؛ فهو ينمي المعرفة ويثري الإبداع الأدبي ليس فقط للكبار، بل لبعض الصغار أيضاً، الذين ينتظرون هذا الحدث بفارغ الصبر. فهو يفتح أمامهم آفاقاً جديدة لفهم العالم بشكل أعمق، ويشكل لهم شخصيتهم الخاصة في عالم الكتب والتأليف.

ولعل أقرب مثال على ذلك هو قصة كاتبة صغيرة تبلغ من العمر 10 سنوات، التي تتمتع بهوايات متعددة مثل إلقاء الشعر وكتابته، إضافة إلى كتابة القصص. كما يبرز هنا أيضاً قول أحد الإعلاميين الأصغر سناً، حيث ينصح قائلاً: «أحث الأولاد وأصدقائي على القراءة، فالقراءة تنمي العقل وتجعلك تفكر دائماً خارج الصندوق». هؤلاء الصغار أدركوا تماماً أن القراءة والكتب هما المتنفس والمرجع وغذاء العقول.

لا شك أننا شهدنا في السنوات الأخيرة العديد من قصص نجاح الصغار الذين ذاع صيتهم مع تقدمهم في العمر؛ أولئك الذين اتخذوا من القلم والقراءة رفيقاً وفياً ومعيناً في مسيرة حياتهم.

ومن هنا، يشكّل معرض الشارقة الدولي للكتاب واحة للأدب والفكر، وبذرة إلهام للأجيال، حيث يغرس فيهم قيمة القراءة كوسيلة للتعلم والتطوير المستمر، مما يحفزهم على استكشاف مواهبهم ويمنحهم القدرة على إطلاق العنان لإبداعاتهم وتميزهم. حتماً، هكذا نبدأ بالكتاب، وهكذا نرتقي بالفكر.