الاحترام هو قيمة وصفة عميقة آسرة لقلوب الناس، وهي التي تحتم استمرارية أغلب العلاقات. حين تفرض احترامك على الكل بشكلٍ إيجابي تجذب إليك قبول واحترام الناس طواعية، حتى ولو كانت علاقتك معهم بسيطة جداً أو سطحية. وذلك لأن أفعالك وكلماتك الإيجابية هي التي تنشر القبول والاحترام والتقدير بين الناس جميعاً، واحترامك للآخرين بلا أدنى شك يعتبر عملية تبادلية، فعندما تنتقي أجمل الكلمات والأساليب مع الناس وتتغاضى عن الأخطاء وتغض الطرف عن الزلات وتسامح، تتمكن من كسب احترامهم وتقديرهم.
كما أن احترام وتقدير الذات بالمستوى الذي يليق بها هو عامل مهم لأنه ينعكس على تفاعلك مع الآخرين تلقائياً، لذا من المهم ألا تذكر إخفاقاتك الشخصية أو محطات الفشل التي مررت بها باستمرار أمام الجميع حتى لا يخفت بريقك الداخلي، وتعطي للآخرين فرصة للحكم عليك بشكلٍ سلبي. أحياناً إظهار نقاط الضعف بلا ضرورة يجعلك تخسر احترام الناس والكثير من الفرص الاستثنائية، وقد يحد من رؤيتك للإمكانيات المتاحة فيصعب عليك إدراك المسارات الأنسب التي توجهك إلى محطات أفضل.
ولتصعد عتبة التميز، من المهم اعتزال صغار العقول الذين يسحبونك إلى أدنى مستوى، لأنك لن تحرك فيهم أي فكر ولن تغير فيهم أي سلوك والجدال معهم حتماً عقيم، لذلك الصمت والابتعاد عنهم يعّد احتراماً بحد ذاته.
وفي الظروف الطارئة، احتفظ ببعض الأمور الخاصة والدروس المستفادة في سجل التجارب الخاصة بك، لتبقى صورتك الإيجابية أمام نفسك والآخرين مشعة، فهذا يساعدك على ترميم ذاتك الداخلية وإعادة بناء الثقة بالنفس والوقوف بإصرار وعزيمة على أرض صلبة.
وحين تصل إلى أعلى المراتب وتحقق نجاحات وإنجازات عظيمة، احترم الآخرين ليبادلوك الاحترام، وتواضع، وحاول أن تُشعر الطرف الآخر بمكانته المرموقة أيضاً. فهذا السلوك يعبر بلا شك عن قوة شخصيتك واحترامك للآخرين، ولا يُعبّر عن ضعفك إطلاقاً.