الكون في حركة مستمرة، ومتغيرة في كل شيء، الليل والنهار، الفصول الأربعة، والبشر يتحركون في مكتنف هذه الحياة، يعبرونها من أطفال وطلاب مدرسة وموظفون، وغير ذلك، وقد اعتادوا على حياة معينة ونظام ثابت، ولكن لكل شيء نهاية، فطالب المدرسة ينتقل إلى الجامعة ثم للوظيفة، والموظف يمضي ما قدر الله له في وظيفته من سنين وأيام ولحظات ومواقف، يتعلم منها الكثير، ليصل إلى آخر الرحلة وقد أمسك بيديه القلم، ليخطط بمداده بأنه قد وصل لمرحلة جديدة، ينتقل لها بعد سنوات طويلة، قضاها في عمله بمجتمع قد اعتاد عليه من زملاء عمل وأصدقاء، أمضى معهم فترات أطول مما قضاه مع أفراد أسرته، لذا فهذه اللحظة مرورها ليس سهلاً عليه، فهو يودع مكاناً ويستودع زملاء وأصدقاء، منهم ما كان سنداً له في مطبات حياته، ولكن الإيمان والرضا بأن لكل شيء في الحياة محطة أخيرة، وخاتمة ليمضي بعدها إلى حياته بطريقة جديدة، وأسلوب آخر، وتخطيط له أهدافه، ونتائج تعود عليه بالخير والبركة، لذلك قبل كل شيء تصفح أيامك الماضية حتى هوامشها ومفرداتها والسطور، التي تركتها في ذاكرة من التقيْتَهم، ليصوغوها حكايات وبصمات ومآثر عنك، لأنك ضمن تاريخهم البشري، قف برهة من الوقت واسترجع شريط الذكريات، ولا تحاول مسح أي شيء منها، لا يمكنك تصحيح ما قد مضى، ولا يمكن إعادة برمجة موقف، ولا استرجاع كلمات قد كتبت لك حسنة كانت أم سيئة، لذلك الخاتمة هنا هي أن تكون أنت البداية الملهمة لكل شخص يضع أولى خطواته، أن تكون انطلاقته لحياته المهنية لما يرضي الله ورسوله، ويبني شخصيته القوية الناجحة في مضمون العمل، متمسكاً بأخلاقه الرفيعة وإخلاصه، وتنمية ذاته، والانضباط بالقوانين،وعلاقاته بشخصيات مجتمعه، كن نوراً يهديهم إلى الصواب، ولا تزعزع قيمك الرفيعة، لأنك تسير على منهج من الإنسانية والتسامح، ومواكبة كل جديد لترتقي.